الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الأمور الترفيهية غير المشتملة على محرمات للأطفال

السؤال

في قسم الفتاوى توجد مشكلة، وهي أنني أكتب سؤالا طويلا وعند اعتماده ﻻ أجد إلا السطور الأولى البسيطة منها فقط، وبقية الكلام لا تظهر، فأضطر أن أعيد الرسالة، وللأسف عند اعتمادها تظهر نفس المشكلة، ولا تظهر الفتوى كاملة، مثل السؤال رقم: 2432511، حيث أعدتها مرتين فلم تظهر الفتوى: قرأت فتوى أن ألعاب البليستيشن حرام، لأن فيها معازف وصور خليعة وغزو فكري وغيرها من الأضرار التي ﻻ ننكرها أبدا، ولدي سؤال: كيف نسلي ونشغل أطفالنا في ضوء الشريعة الإسلامية بما يرضي الله ويصنع منهم جيلا متربيا ناشئا على الطاعة، لأن الطفل ـ وكما تعلمون ـ يحتاج اللعب والمرح والتسلية، ولا بد من هذه الأمور لكي ﻻ نكبح نفسيات صغارنا، أرجو منكم الإجابة مع مراعات الآتي ووضعه في عين الاعتبار:
1ـ ألعاب البليستيشن حرام لما لها من أضرار دينية وصحية وعقلية، وتشبهها الكثير من ألعاب الكمبيوتر، فهذه الأنواع أظن أن الكثير منها مستبعد.
2ـ ماذا بشأن أفلام الكرتون؟ فلا يوجد فلم كارتون إلا وبه موسيقى غالبا وأفكار كثيرة منحرفة ويدخلون فيها مفاسد وترويج للأديان الأخرى والعنف، وما فوجئت به حقا أن أفلام الكرتون التي تمثل قصص الصحابة حرام، لما فيها من تصويرهم والبت في أمور الغيب.
3ـ عدم وجود فناء في المنزل كي يلعب فيه الطفل ألعابا بدنية ونحوها.
4ـ عدم القدرة على أخذ الطفل إلى منتزهات وملاهي ومراكز للتعليم والترفيه، وذلك بسبب الانشغال والتكاليف المادية.
5ـ الألعاب اليدوية أصبح الأكثر منها به موسيقى وذوات الأرواح ويميل لها الطفل غالبا ولكن بسبب الأرواح والموسيقى
ﻻ نسمح بشرائها له.
6ـ نحن ﻻ ننكر أبد أنه توجد ألعاب بلا مخالفات شرعية ولكنها قليلة جدا جدا وقد ﻻ يميل لها الطفل.
في ضوء ماسبق كيف نربي أطفالنا ونسليهم دون الضغط على نفسياتهم ونجمع العلم مع التسلية بشكل شرعي، وخصوصا في هذا العصر الذي أصبح متطورا بالتقنيات؟ نريد حلا يكون مواكبا للعصر ويستجيب له عقل الطفل دون أن يشعر بالقلة والنقص أو الدونية عن الآخرين إن أمكن، أنا ﻻ أريد أن أكون متحجرة ومتشددة ومبالغة ولكن فعلا هذه هي خطورة الألعاب وتسلية الطفل، فإن أخطأت في شيء فأرشدوني وأنا ﻻ أقول هذا الكلام اعتراضا على شيء في الدين ﻻ والله، وإنما كي نطبق الدين جيدا ونتجنب كل مفسدة، وأعتذر عن الإطالة وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على اهتمامك وحرصك على التمسك بالشرع، ونفيدك أن الموسيقى محرمة على كل حال، كما قدمنا في الفتوى رقم: 66001.

وراجعي في أفلام الكرتون الفتويين رقم: 110537، ورقم: 9699.

وأما حاجة الأطفال للترفيه: فهي من المسائل التي يهم المربين البحث عن وسيلة تتحقق بها دون أن يقع المجتمع في المحظور، وإن من أهم ما يحتاج إليه الأولاد في هذا تعليم السباحة والرماية والفروسية وتحصين هذه الجواهر النفيسة الطاهرة من التلوث بسموم أهل الفجور والفواحش، ففي الحديث: عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم. رواه البزار، وصححه الألباني.

وفي الحديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا. رواه مسلم.

وفي الحديث: كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، وتعليم السباحة. رواه الطبراني، وصححه الألباني.

وفي الحديث: علموا غلمانكم العوم. رواه أحمد، وحسنه الأرناؤوط.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي: إن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، وقابل لكل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة يشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم به والولي عليه، ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدنيا فينبغي أن يصونه من نار الآخرة وهو أولى، وصيانته بأن يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم، ولا يحبب إليه الزينة وأسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ويهلك هلاك الأبد، وينبغي أن يعلمه أيضاً من أمور الدنيا ما يحتاج إليه من السباحة والرمي وغير ذلك مما ينفعه في كل زمان بحسبه، قال عمر رضي الله عنه: علموا أولادكم السباحة والرماية، ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً ـ كما يجب على الولي تأديب الصغار بالآداب الشرعية التي تغرس في نفس الطفل الأخلاق الكريمة والسلوك القويم، كالأمر بأداء الصلاة وغيرها مما هو في طوقه. انتهى.

وقد قدمنا بعضا من البدائل المناسبة في الترفيه وهي مغنية عن المسموعات والمنظورات المحرمة، فراجعي في بعضها الفتاوى التالية أرقامها: 173197، 108594، 64312، 76423، 108594، 56819، 202846.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني