الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شراء قبر قبل الممات

السؤال

هل نحاسب أو نأخذ ذنبا إذا لم نشتر مقابر شرعية حتى ندفن فيها موتانا ونحن قادرون على شراء المقابر ولكن لا نشتريها؟وعلى من الذنب؟ على الميت أم الذين دفنوه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن دفن الميت واجب بإجماع المسلمين، قال تعالى: ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً*أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً ) (المرسلات:25،26 )
فإذا مات الميت في مكان لا توجد فيه مقابر عامة، ولا يمكن الدفن إلا بشراء أرض لذلك فإن ثمن ذلك يكون في مال الميت وكذلك تجهيزه كله، فإذا لم يترك الميت مالاً يكون ذلك في بيت مال المسلمين، فإذا لم يكن لهم بيت مال وجب ذلك على جماعة المسلمين.
ولا يجب على المسلم أن يشتري قبره في حياته، ولكن لا مانع شرعاً أن يفعل ذلك احتياطاً لنفسه، وإن تركه فلا إثم عليه، لأنه لا يدري متى يموت وأين يموت؟ قال تعالى :( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت ) (لقمان: من الآية34) وبعد مماته يسقط عنه التكليف، ويبقى فرض تجهيزه على المسلمين. كما سبقت الإشارة إليه.
وعلى هذا، فلا إثم على المسلم إذا لم يشتر قبره في حياته، وإن فعل ذلك فلا بأس.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني