الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور المرأة في الدعوة إلى الله

السؤال

أتمنى أن تكونوا جميعا بخير ـ إن شاء الله ـ هل يأثم تارك الدعوة إلى الله؟ إذا كان في مجتمع فيه الكثير من الضالين والمسلمين العاصين؟ وهل يجوز للنساء أن يكن داعيات ويوقفن نساء في السوق مثلا ويتكلمن معهن في الدين ونصحهن؟ وإذا كان لا يجوز فكيف تكون المرأة داعية إلى الله؟ وكيف تمكن دعوة المرأة للإسلام إذا لم تكن مسلمة أو نصحها إذا كانت عاصية؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على عموم الأمة وجوباً كفائيًا وواجبة وجوباً عينيًا على كل فرد من المسلمين بحسب استطاعته وقدر علمه، كما بيناه في الفتوى رقم: 29987.

ومن ترك واجبا شرعيا من غير عذر له في تركه كان آثما، وقول السائل الكريم: إذا كان في مجتمع فيه الكثير من الضالين والمسلمين العاصين ـ فلم نجد له دلالة تحتاج إلى تنبيه خاص، لأن الضلال والعصيان لا يكاد يخلو منهما مجتمع من المجتمعات، وإنما يتفاوت وجود ذلك بين الناس، ثم إن المرأة من جملة المأمورين بالدعوة إلى الله حسب علمها واستطاعتها.

وأما طرق الدعوة: فهي تختلف باختلاف الأحوال، ونصح المرأة لأختها في السوق جائز غير ممنوع شرعا من حيث الأصل، وقد سئل الشيخ ابن باز: لو أذنتم لي سماحة الشيخ عن المرأة والدعوة إلى الله؟ ماذا تقولون؟ فقال: هي كالرجل، عليها واجبها، بالدعوة إلى الله وإنكار المنكر، فإن التعاليم تعم الجميع، والقرآن يعم الجميع والسنة تعم الجميع، وكلام أهل العلم يعم الجميع، فعليها أن تدعو إلى الله، وأن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر بالآداب الشرعية التي تطلب من الرجل، وعليها مع ذلك أن لا يحملها ما تقوم به من دعوة للإنسان ، وإنكار المنكر على جزع، أو قلة صبر لاحتقار بعض الناس لها، أو سبهم لها، أو سخريتهم بها، أو نحو ذلك، فعليها أن تتحمل، وعليها أن تصبر، ولو رأت من بعض الناس ما قد يكون نوعاً من السخرية أو من الاستهزاء أو الاحتقار، ثم عليها أيضاً أن ترعى أمراً آخر، وهو أن تكون مثالاً في العفة، والحجاب عن الرجال الأجانب، وأن تبتعد عن التبرج والاختلاط المذموم، بل تكون دعوتها مع العناية والبعد عن كل ما ينكر عليها، فإن دعت الرجال دعتهم وهي محتجبة من دون خلوة، وإن دعت النساء دعتهم بحكمة، وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها حتى لا يعترضوا عليها ويقولوا: ما بدأت بنفسها لماذا ما بدأت بنفسها، وهكذا البعد عن اللباس الذي تفتن الناس به، وإظهار للمحاسن، فيما يتعلق بدعوتها للرجال، بل تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة، عند الرجال بعيدة عن أسباب الفتنة، بل ملتزمة بالحجاب، والبعد عن أسباب الفتنة من إظهار المحاسن، أو تكسر في صوت يقدح فيها، أو غير هذا مما قد ينكر عليها، فتكون عندها العناية الكاملة بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها، ولا يضر سمعتها، وهكذا مع النساء. اهـ.

وسئل الشيخ ابن عثيمين: هل الدعوة على المرأة واجبة وفي أي مجال تدعو؟ الجواب: يجب أن نعلم قاعدة وهي أن ما ثبت في حق الرجال فهو ثابت في حق النساء إلا بدليل يدل على ذلك، ثم ننظر إلى الدعوة إلى الله عز وجل وهل هي خاصة بالرجال أم هي عامة مشتركة؟ والذي يتبين من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنها مشتركة عامة، لكن مجال دعوة المرأة غير مجال دعوة الرجل، فالمرأة تدعو إلى الله تعالى في المجتمع النسائي وليس في المجتمع الرجالي فهي تدعو في الحقل الذي يمكنها أن تدعو به وهو مجتمع النساء سواء كان في المـدارس أو المســاجد. اهـ. باختصار من فتاوى تهم المرأة.

وراجع للفائدة حول دور المرأة في الدعوة إلى الله الفتاوى التالية أرقامها: 97652، 203755، 73743.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني