الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نبوة هارون ثمرة دعوة موسى عليه السلام له بذلك

السؤال

هل رسالة هارون كانت طلبا من موسى لربه؟ (وأخي هارون هو أفصح مني لساناً، فأرسله معي ردء يصدقني إني أخاف أن يكذبون)

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سأل الكليم موسى ـ عليه السلام ـ ربه وشفع عنده ليهب أخاه هارون النبوة؛ ويكون وزيرا له، ومعينا على أداء الرسالة، كما قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} [مريم: 53].

قال ابن الجوزي في (زاد المسير): أي:من نعمتنا عليه إِذ أجبنا دعاءه حين سأل أن نجعل معه أخاه وزيراً له. اهـ.

وقال ابن كثير: أي: وأجبنا سؤاله وشفاعته في أخيه، فجعلناه نبيا، كما قال في الآية الأخرى: {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون} [القصص: 34] ، وقال: {قد أوتيت سؤلك يا موسى} [طه: 36]. وقال: {فأرسل إلى هارون. ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون} [الشعراء: 13، 14] ؛ ولهذا قال بعض السلف: ما شفع أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبيا. اهـ.
وقال الشنقيطي في (أضواء البيان): معنى الآية الكريمة: أن الله وهب لموسى نبوة هارون، والمعنى أنه سأله ذلك فآتاه سؤله، وهذا المعنى أوضحه تعالى في آيات أخر ـ فذكر بعضها ثم قال : ـ فهذه الآيات تبين أنه سأل ربه أن يرسل معه أخاه، فأجاب ربه جل وعلا سؤاله في ذلك، وذلك يبين أن الهبة في قوله: {ووهبنا} هي في الحقيقة واقعة على رسالته لا على نفس هارون; لأن هارون أكبر من موسى، كما قاله أهل التاريخ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني