الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج الفتاة بدون إذن والدها لتلقي العلم

السؤال

شكرا جزيلا لكم على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين في كل مكان, أتمنى أن تجيبوني عن مسألتين:
-المسألة الأولى: أنا فتاة لي من العمر 30 سنة, أقيم، وأعمل في مدينة تبعد عن مكان إقامة أهلي 500 كيلومتر, قمت بتسجيل نفسي في فصل مسائي لتلقي العلوم الشرعية, يبدأ الدرس عند السادسة والنصف، وينتهي عند الثامنة والنصف مساء. وقد طلب مني والدي الامتناع عن مغادرة مسكني بعد غروب الشمس، وذلك حماية لي؛ وبالتالي لا يمكنني حضور الدرس في المعهد، ولكن يمكن حضوره مباشرة على الإنترنت. فقمت بالتسجيل، وعزمت على حضور الدروس على الإنترنت.
فما رأيكم في هذه المسألة هل أواصل فيما عزمت عليه أم إنه من الأولى حضور المجلس؟ وهل يكون لي نفس الأجر تماما مثل الذي يتنقل ويحضر الدرس في عين المكان؟
المسألة الثانية: والدي يقول إنه على مذهب بدعي، فهو يقلد في عباداته هذا المذهب كبعض المسائل في الصلاة مثلا (عدم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام) وأما في العقيدة فهو ينكر أن الإيمان ينقص ويزيد، ومع إنكاره لذلك فهو ليست له دراية بحقيقة العقيدة التي يتبع أو هذا ما يبدو لي. فهل تقبل منه عباداته؟ وما هو السبيل حتى أجعله يترك ذلك المذهب وينتهج مذهب أهل السنة والجماعة، علما أني قد حاولت محادثته في هذا الشأن فرد أنه الآن في آخر عمره(60 سنة) ولا يرى فائدة من إبدال مذهبه؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فما دام أن والدك قد منعك من الخروج بعد غروب الشمس، فإنه يلزمك طاعته، ولا يجوز لك الخروج حتى لو كان العلم الذي تطلبينه من فروض الأعيان، ما دمت قادرة على تحصيله واستماع المحاضرات عن طريق الشبكة العنكبوتية في البيت, فهذا كاف فلا يجوز لك الخروج؛ وانظري الفتوى رقم: 169601عن طلب المرأة للعلم الشرعي بين الوجوب والاستحباب, والفتوى رقم: 211543 في بيان المنهج المتدرج لطالب العلم, والفتوى رقم: 195627.
وأما ما ذكرته عن تمذهب والدك بمذهب مبتدع، وحكم عباداته. فإن عبادته إذا أداها بشروطها وأركانها، فإنها تكون صحيحة مجزئة ما دام داخلا في جملة المسلمين، ولم تكن بدعته من البدع المكفرة.
ولتعلمي أن النصيحة من الدين، وأولى الناس بنصحك وإرشادك والدك, ولك أسوة حسنة في خليل الله إبراهيم عليه السلام فقد اجتهد في نصح أبيه بألطف العبارات, فاجتهدي في نصح أبيك، وبيان الحق له بأدلته الشرعية من الكتاب والسنة، مع غاية الرفق واللين، وتحيني الأوقات المناسبة لذلك مع الاجتهاد في الدعاء له بالهداية. وإذا بذلت جهدك في هذا فقد أديت ما عليك, والهداية بيد الله يهدي من يشاء فضلا، ويضل من يشاء عدلا.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني