الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صيام من ابتلع البلغم وصلاة من وجد طعم الدم في فمه

السؤال

سماحة الشيخ: ما مدى تأثير ما يلي على صحة الصيام: أعاني من البلغم وابتلعته مرة وهو في أقصى حلقي مع أنني كنت قادرة على لفظه لكنني قلت في نفسي إنه في آخر حلقي ولن يؤثر ـ إن شاء الله ـ فما الحكم؟ ودائمًا أشعر حتى في الأيام العادية بما يشبه السائل الرقيق يسيل من أنفي ويدخل حلقي، فهل هذا يؤثر على الصيام؟ وأيضًا مرة كنت أعاني من جرح في شفتي وكنت صائمة فشعرت بطعم الدم في حلقي وعندما وضعت منشفة على مكان الجرح لم أجد أثرًا للدم، فقلت في نفسي ليس هناك دم فتركت الأمر، وبعدها بقليل ازداد طعم الدم في فمي فذهبت لأتأكد فوجدته من الجرح، فهل يعتبر صيامي باطلًا في هذه الحالة؟ وذات مرة كنت أبكي بشدة وأنا صائمة ولا أدري لماذا صار ريقي ثقيلًا وذهبت لأبصقه ـ أعزك الله ـ فبقي منه شيء في فمي فابتلعته وكنت متعمدة، لأنني اعتبرته ريقًا وقلت في نفسي لن يؤثر ـ إن شاء الله ـ فهل صيامي باطل؟ وذات مرة فرشت أسناني بعد أن تسحرت فنزل دم بسيط من لثتي عند أحد الأسنان فتمضمت كثيرًا ليذهب هذا الدم فلم يذهب فتمضمت بالماء البارد وانتظرت وقتًا ليقف، لكنه لم يجف فذهبت لأصلي وتركته، وأثناء الصلاة شعرت بطعم في فمي ولكنه ليس طعم دم لأن لثتي لم تكن تنزف، وإذا وضعت المنديل على نفس الموضع أرى دمًا قليلًا فاتح اللون وزاد قليلًا لكن بدون أن أجد له أثرا في ريقي ولا حتى طعمًا في فمي، وهذا الطعم الغريب الذي أشعر به إذا حركت لساني داخل فمي أو في ريقي ولكنه ليس طعم دم وأنا متأكدة، فهل صيامي فاسد؟ مع العلم أن هذا الأمر استمر يومين تقريبًا دون أي أثر للدم في ريقي، وما الحكم إذا قمت بعض شفتي بأسناني وتغير طعم الريق في فمي؟ وأيضًا إذا أدخلت إصبعي في فمي لإخراج بقايا الطعام التي بين الأسنان فتغير طعم ريقي فابتلعته، وأيضًا كان هناك شيء عالقا بين أضراسي ولا أدري هل ابتلعته فعلًا أم لا؟ لكنني أذكر كأنني ذهبت إلى الحمام لإخراجه فلم أستطع، فهل أعيد صيام ذلك اليوم؟ يا شيخ أنا أعاني كثيرًا ادع لي بالشفاء جزاكم الله خيرًا، أرجوكم أسرعوا بالإجابة فأنا قلقة جدًا أعتقد أنه يجب علي أن أعيد صيام معظم الأيام التي صمتها، أعتذر بشدة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح جدا أنك مصابة بالوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس وألا تلتفتي إلى شيء منها، ولا يفسد صيامك بما ذكر في السؤال ما دمت لم تتعمدي فعل ما يبطل به الصوم، فأما ابتلاع النخامة فلا يفسد به الصوم مطلقا عند كثير من العلماء، وانظري الفتوى رقم: 140053.

ولا حرج عليك ما دمت مصابة بالوسوسة في العمل بالقول الأخف، وانظري الفتوى رقم: 181305.

وأما ما وجدته في حلقك من طعم الدم: فلا يفسد به صومك ما دمت لم تتعمدي ابتلاعه، هذا إن سلم أن لما ذكرت حقيقة ولم يكن ذلك مجرد وسوسة، وكذا ما حصل منك من ابتلاع الريق فإنه لا يفسد به الصوم على أي حال ثقيلا كان الريق أو لا، وأما ما ذكرته من تغير الريق بعض الشفة ونحوه فليس إلا محض وسوسة، وعند الشك في حصول مفسد للصوم فالأصل صحته ولا يعدل عن هذا الأصل إلا بيقين، ولبيان كيفية علاج الوساوس انظري للأهمية الفتوى رقم: 51601.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني