الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا اعتبار بنذر الموسوس المغلوب على أمره

السؤال

أنا كنت عادية جدًّا, وحياتي خالية من النذر والوساوس, ومنذ أربع شهور انتابتني حالة وسواس شديدة, سيطرت عليّ تمامًا, وغيّرت كل حياتي إلى الأسوأ, فبدأت أنذر أمورًا, وأنا لا أريد ذلك, فقد كانت أفكارًا تأتيني بغير اختيار مني, فماذا عليّ الآن؟ وهي نذور صعبة, وشاقة جدًّا جدًّا, وكلما أتيت لأستخدم أشيائي أحس أنها ليست ملكي, ولا يحق لي استخدامها, فماذا عليّ أن أفعل؟ هل أفي بالنذور رغم عدم استطاعتي؟ ويكون ذلك أبرأ لذمتي, أو أكفر عنها كفارات يمين؟ أرجو منكم أن تجيبوني بسرعة, فقد تعبت كثيرًا, فهي نذور عن الصدقة, والصيام, وغيرهما من الأعمال, وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ولا شك أن الوسواس داء عضال, وصاحبه له أحكامه الخاصة، وقد بينا أن المصاب بالوسواس القهري مغلوب على أمره، فلا يُسأل ولا يؤاخذ بما يصدر منه من قول أو فعل دفعه إليه الوسواس؛ لأنه في معنى المكره الذي يقول ما لا يريد, وانظري الفتويين: 204433، 124080.

فإذا كنت لا تريدين هذا النذر, ولم يصدر منك باختيارك، وإنما يأتي غلبة بسبب الوسواس؛ فإنه لا اعتبار له، ولا شيء عليك فيه - إن شاء الله تعالى - ولمعرفة علاج الوسواس انظري الفتوى: 3086

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني