الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شك الصائم في وصول الماء لحلقه لا أثر له

السؤال

أنا فتاة عانيت من الوساوس القهرية, والأفكار في الصلاة والوضوء منذ شهور عديدة, وأحاول كثيرًا أن أدفعها وأقاومها؛ حتى بدأت أشعر بالذبول, والهم الشديد عند دخول وقت الصلاة؛ بسبب خوفي من هذه الوساوس, وصعوبة البدء بالتكبير, وقطع الصلاة, وأيضًا صعوبة البدء بالبسملة عند الوضوء, فأكرر كثيرًا عند المغسلة حتى أنني أحلف كثيرًا عند البدء وأقول: "والله ما أعيد" وهكذا, لكن – للأسف - أصبح لا يؤثر فيّ الحلف, وأحيانًا أشعر بالعزيمة, وأحاول التجاهل, لكن في اليوم الآخر أعود لوضعي, وأكثر شيء يؤرقني وأردتُ السؤال عنه هو أنني عند بدء الصلاة, أو الوضوء, أو في منتصفهما, أجد حديث نفس في داخلي يقول: "والله أعيد" – أي: الحلف بإعادة الصلاة, أو الوضوء - وأحاول مقاومته ودفعه, ويتكرر كثيرًا معي, وأجاهده بكل ما أستطيع, فإذا تجاهلت هذه الأفكار التي في داخلي من الحلف بالإعادة وغيرها, فهل عليّ ذنب؟ وحين أحلف في داخلي بإعادة الصلاة, وأتجاهل ذلك أشعر بالضيق, وتأنيب الضمير والتوتر بسبب تجاهلي للحلف, وأردت السؤال أيضًا عن دخول الماء إلى الحلق أثناء المضمضة في نهار رمضان, فأحيانًا بسبب إعادة الوضوء والتوتر أشعر بدخول الماء إلى حلقي, وأيضًا أردت أن أخبركم أن هذه الوساوس أرهقتني كثيرًا بعد الغسل من الحيض في رمضان, فمررت بضيق شديد, واغتسلت مرتين, وما زال الشك يراودني بسبب إفرازات بيضاء كنت أراها بعد الغسل, ولأنني أيضًا اغتسلت عندما رأيت الجفاف لمدة ساعة تقريبًا, ولأنني اغتسلت في نهاية اليوم السادس - وعادتي أحيانًا 6 أيام وأحيانًا 7 - لكني لما رأيتها انتهت اغتسلت سريعًا لأدرك الصوم, وتعبت كثيرًا تلك الفترة – والحمد لله على كل حال, وأسأل الله الشفاء والسعادة - وأحتاج لعزيمة قوية؛ حتى أتجاهل كل هذه الأفكار السيئة, التي ترهقني وتُجهدني وتُفقدني لذة العبادة.

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا علاج لما تعانينه من الوساوس إلا الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، فمهما وسوس لك الشيطان بأن تقطعي الصلاة, أو غير ذلك فتجاهلي ذلك كله, ولا تعيريه اهتمامًا، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وإن وقع منك تحت تأثير الوسوسة يمين أو حنث فلا اعتبار به، وانظري الفتوى رقم: 164941.

وما تشكين في وصوله إلى حلقك من الماء فالأصل عدمه، ولو سلم أن شيئًا من الماء وصل إلى حلقك فلا يفسد صومك بذلك عند كثير من العلماء, ما دمت لم تتعمدي ابتلاع الماء.

وما فعلته من الغسل بعد انقطاع الحيض ورؤية الطهر صحيح، بل هو الواجب عليك, فلا وجه لما تشعرين به من القلق.

وبالجملة: تجاهلي الوساوس, وأعرضي عنها, ولا تكترثي بها, فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني