الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الجمع بين بر الوالدين والإحسان إلى الزوجة إذا تعارضا

السؤال

أولًا: أنا متزوج منذ أربعة أشهر, وأعيش في شقة لي في منزل والدي, وبمرور الوقت بدأ حب والدي لزوجتي في الاختفاء, حتى أنه قال: إنه لا يطيقها في البيت, وذلك لأن والدي من قرية, ويريد من زوجتي أن تنزل كل يوم شقته فتطبخ, وتساعد في البيت, وهي تعمل ذلك بما يرضي الله, ولكنه لا تعجبه تصرفاتها؛ لأنها تذهب كل أسبوع لوالدتها, وتبيت معها يومًا كل أسبوع, بالإضافة إلى أن أبي وأختي الكبيرة يعاملانها أشد المعاملة, ودائمًا يقولان عنها كلامًا سيئًا أمامي, ولا أستطيع أن أرد عليهما, وزوجتي هذه الأيام متعبة أشد التعب, ودائمًا تشتكي لي من سوء معاملة أبي وأختي وأخي لها, وأنهم لا يحبونها في البيت, حتى أن أبي قال لي: إما أن تقعد زوجتك في بيتنا كما نريد, وإما أن تقعد في شقتها, وتخدم نفسها, وهم لا يسألون عنها, وأنا لا ترضيني هذه المواقف, ولا أستطيع أن أفكر في هذه المشكلة, وكيفية حلها, والمشكلة أني كنت خاطبًا بنت عمي قبل أن أرتبط بزوجتي, ولكن لم يحدث نصيب, ووالدي دائمًا يقول لي: إن بنت عمك كانت أحسن لك, على الأقل أنها كانت ستخدمهم؛ لأنه يخاف أن تتزوج أختيّ الاثنتين وتتركانه, ووالدتي متوفاة, وهو لم يتزوج بعدها, فأفيدوني أرجوكم, كيف أحل هذه المشكلة بين عائلتي وزوجتي لأني أحس أني أجني عليها كثيرًا, وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل, ولا يلزمها قبول السكن مع أحد من أهله, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 28860.
ولا يجب على المرأة خدمة والدي زوجها أو غيرهما من أهله، لكن إن تبرعت بذلك فهو من الإحسان الذي تحمد عليه، وانظر الفتوى رقم: 66237.
ولا ريب في وجوب بر الوالدين، لكن لا يجوز أن تبر والديك بظلم زوجتك, وإنما عليك أن تجمع بين بر والديك وإحسان عشرة زوجتك, كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 66448.
وعليه, فإن رضيت زوجتك بخدمة أهلك، وقدرت على الإصلاح بينهما بحيث لا يقع عليها أذى منهم، فهذا خير، وإلا فلتبق زوجتك في مسكنها، ولتبر أنت والديك, وتحسن إليهما حسب استطاعتك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني