الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا علاقة للعلامات في البدن بمصير الإنسان في الآخرة

السؤال

هل من الممكن أن يبين الله للإنسان مصيره من النار أو الجنة وهو في هذه الدنيا, عن طريق علامة في جسده مثلًا أو شيء من هذا القبيل؟ أرجو أن لا تهملوا سؤالي هذا؛ لأني أعاني من قلق شديد في هذا الأمر؛ لوجود علامة معينة في جسدي, ولا أدري ما دلالتها في الشرع؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فلا علاقة للعلامات في البدن بمصير الإنسان في الآخرة, ومصيره في الآخرة من علم الغيب, وقد قال الله تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ {آل عمران: 179}

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يُشهد لأحد من الناس بجنة أو نار إلا من شهد لهم الوحي بذلك, والقلق الذي تجدينه من تلك العلامة قد يكون مرده إلى الوسوسة الشديدة التي تعانين منها, فقد ذكرت في أسئلة سابقة لك أنك مصابة بالوسوسة في أمور عدة, ومنها: الردة, والخروج من الإسلام, والصوم, والطهارة.

والذي نوصيك به هو أن لا تسترسلي مع تلك الوساوس, وخوفك من النار ينبغي أن يكون دافعًا لك إلى العمل الصالح, وأن يصاحبه الرجاء, وأن لا يؤدي إلى القنوط من رحمة الله تعالى، فصلاح المؤمن مرهون باجتماع الخوف والرجاء في قلبه, فاجتهدي في طاعة الله تعالى, وابتعدي عن معاصيه, واثبتي على الاستقامة إلى أن تلقي الله عز وجل, فإن فعلت ذلك فأنت على خير, وترجى لك الجنة - إن شاء الله -.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني