الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من صلى صلوات كثيرة باطلة لجهله وحنث في كثير من الأيمان ولا يدري عددها

السؤال

لقد صليت في عمري صلوات كثيرة بطريقة خاطئة، أو بوضوء باطل، وكان ذلك جهلا مني، وأنا أحب أن أقضي هذه الصلوات. وكذلك قبل التوبة حنثت كثيرا من المرات لا أعرف عددها، أحب أن أؤدي كفاراتها المتعددة. ولكني كلمت أحد أهل العلم فقال لي لا يجب عليك أن تقضي شيئا من تلك الصلوات، ولا يجب عليك أن تؤدي إلا كفارة واحدة عن جميع الأيمان السابقة، ثم تتوب. وهذا رأي لبعض أهل العلم، خلافا للجمهور. ووعدته أني لن أقضي تلك الصلوات، ولن أكفر إلا كفارة واحدة، ولكن رجعت عن رأيي، وأصبحت أريد قضاء الصلوات، والكفارات. فلما أخبرت العالم قال لي: إذا فعلت ذلك فقد أخلفت وعدك، ولن أسامحك دنيا ولا آخرة، وسأتابعك يوم القيامة، وسآخذ من حسناتك.
فماذا يجب علي أن أفعل؟ انصحوني جزاكم الله خيرا هل أقضي الصلوات والكفارات كلها أم آخذ بقول الفقهاء الذين قالوا لا قضاء علي ولا كفارة إلا واحدة حتى لا أقع في المظلمة، ولا يتابعني هذا الرجل يوم القيامة، ولا أخلف وعدي، ولا يأخذ حسناتي يوم القيامة كما قال لي.
فماذا يجب علي أن أفعل؟
انصحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما أخبرك به هذا الرجل من أن القول بعدم لزوم القضاء، وبأن عليك كفارة واحدة، قول لبعض أهل العلم، وأنه خلاف قول الجمهور، كلام صحيح، والواجب عليك هو أن تقلد من تثق بعلمه ودينه؛ وانظر الفتوى رقم: 120640.

وإن أردت الاحتياط وقضاء تلك الصلوات، والتكفير عن جميع تلك الأيمان، فهو أحسن وأولى، وفيه براءة الذمة بيقين؛ وقد قال صلوات الله عليه: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه النسائي وغيره.

وليس لهذا الشخص أن يلزمك بالعمل بقوله، وليس ما أفتاك به قولا ملزما لك، ولا وعدا يجب عليك الوفاء به، ولا إخلافه مظلمة يطالبك بها يوم القيامة، بل ما ذكره من أنه يطالبك بوعدك هذا، ويأخذ منك حسناتك يوم القيامة، خطأ ظاهر منه، والذي ننصح نحن به هو الاحتياط للدين وإبراء الذمة بيقين، وإن أخذت بفتوى من تثق به من العلماء لم يكن عليك حرج كما مر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني