الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز نسبة قول إلى أحد دون التأكد من صحة نسبته إليه

السؤال

كنت أتحدث مع رفاق لي عن منافع الحج ومنها دورة في إنعاش الاقتصاد، فقلت: ولذلك قال فُلان إن علينا أن نبني كعبة أخرى في بلادنا حتى يزدهر الاقتصاد، مع العلم أنني غير متأكد من أنّ فُلانا ـ الذي سمّيته وهو معروف في البلاد ومشكوك في تديُّنه ـ هو من قال ذلك الكلام، ولكنني متأكد أنّني قرأته في النّات ـ قد يكون صحيحا أو إشاعة أو نكتة عن ذلك الشخص ـ وقلت ذلك استهزاء من ذلك القول وتلك الفكرة، فضحكنا، ولمّا ضحك الجميع, خفت أن يُعدّ ما قُلت استهزاء بالكعبة ـ والعياذ بالله ـ ولم يخطر ببالي ولا قلبي أن أستهزئ بالكعبة أبدا، فهل أُعدّ كافرا والعياذ بالله؟ لقد علمت أنّ حاكي الكفر لا يكفّر، فهل يدخل حديثي ضمن حكاية الكفر رغم عدم تأكّدي من القول وصاحبه، وقد يكون أصلا إشاعة أو نكتة عن ذلك الشخص؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكان الواجب عليك ألا تنسب لهذا الشخص قولاً لا تعلم صحة نسبته إليه، وضعف تدينه لا يُجيز الافتراء عليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {المائدة:8}.

فعليك التوبة والحذر من مثله فيما يستقبل، وأما عن حكايتك لهذا القول مستهجنا له وساخرا منه وما حصل من ضحك من حولك: فلا يعد هذا استهزاء منك بالدين، ولا مدخل للكفر فيه من قريب ولا بعيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني