الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة العبد للقرآن بإرادة الله ومشيئته

السؤال

القرآن كلام الله ليس مخلوق لكن لو قرأ شخص القرآن هل الله أراد أن يقرأ؟ لأن كل شيء يحدث أراد الله حدوثه ولكن لو قرأ القرآن هل الله أراد أن يقرأ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 3988 أن القرآن الكريم غير مخلوق.

وأما قراءة العبد للقرآن فلا شك أن الله أرادها وشاءها؛ قال تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {الإنسان:30}، وقال تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {التكوير:29}.

ففعل العبد (قراءته، وصوته) مخلوق شاءه الله -عز وجل- ، وهي تختلف عن القرآن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: فإذا قال القارئ: {الحمد لله رب العالمين} {الرحمن الرحيم} كان هذا الكلام المسموع منه كلام الله لا كلام نفسه، وكان هو قرأه بصوت نفسه لا بصوت الله. فالكلام كلام الباري، والصوت صوت القارئ، كما قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: {زينوا القرآن بأصواتكم} وكان يقول: {ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي}. وكلا الحديثين ثابت. فبين أن الكلام الذي يبلغه كلام ربه، وبين أن القارئ يقرؤه بصوت نفسه. وقال صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من لم يتغن بالقرآن}. قال أحمد والشافعي وغيرهما: هو تحسينه بالصوت. قال أحمد بن حنبل: يحسنه بصوته. فبين أحمد أن القارئ يحسن القرآن بصوت نفسه.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 116993، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني