الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموسوس ومسألة الشك في النية

السؤال

تنتابني وساوس في الوضوء والصلاة: فعندما أريد أن أتوضأ وأقول بسم الله في قلبي، لأنني في خلاء ـ دورة المياه ـ أحس أنني لم أقلها بشكل صحيح، فأعيدها وأحس أن هواء خرج من حلقي، وأقولها في النفس ولا أخرجها، لأنني في الخلاء، وفي الصلاة عندما يكبر الإمام أتخيل مثلا كلمة العصر وأتخيل رقم 4 بجانبها ـ أي أربع ركعات ـ وأعيد التخيل لكي أنوي، فهل أنا معذور في النية؟ وإذا استعذت وأخرجت بعض الحروف خطأ في الاستعاذة والبسملة، فهل أعيد الصلاة أم أكمل؟ ومن الوساوس التي تأتيني في حديث نفس وأعلم أنها حديث النفس وأن الله تباك وتعالى تجاوز عنها في بعض الأحيان تأتي بإرادتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجميع ما ذكرت يبين بجلاء أنك مصاب بدرجة عالية من الوساوس، فننصحك بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها حتى لا تزداد، وأن الموسوس له حكم خاص يختلف عن غيره، ويرفع عنه من الحرج ما لا يرفع عن غيره، وراجع في ذلك فتوانا رقم: 134196.

واعلم أن النية أمرها هين، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولو كُلف العباد أن يعملوا عملاً بغير نية كُلفوا ما لا يستطيعون.

وعدَّ شيخ الإسلام القصد إلى الفعل أمراً ضرورياً في النفس، فقال: ومعلوم في العادة أن من كبر في الصلاة لا بد أن يقصد الصلاة، وإذا علم أنه يصلي الظهر نوى الظهر، فمتى علم ما يريد فعله نواه ضرورة.

وأما التسمية التي في القلب: فلا محل فيها لعمل البدن من تحريك اللسان وخروج الهواء من الحلق، إذ أنك تقولها بقلبك لا بلسانك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني