الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النفقة على المجاورة بمكة أفضل أم في وجوه الخير التي يتعدى نفعها

السؤال

امرأة كبيرة في السن، لديها مبلغ يقارب 40 ألف ريال، ومعتادة أن تبيت كل سنة في رمضان في مكة للعبادة بما يقرب من هذا المبلغ.
هل الأفضل لها والأكثر أجرا بإذن الله المبيت في مكة والتعبد هناك، أم تبقى في الرياض وتنفق هذا المبلغ في وجوه الخير؟؟
علما أن بعض مكاتب الدعوة يتكفلون بعمرة ليومين أو ثلاثة للمسلمين الجدد بمبالغ تقارب 150 ريال، فـلو أنفقت من هذا المبلغ لتكفلت بعمرة لعدد كبير من الأشخاص بإذن الله.
وأيضا باقي وجوه الخير مثل كفالة الأيتام، والمساهمة في حلقات التحفيظ، وبناء المساجد والأوقاف، وحفر الآبار، ومساعدة الفقراء.
أفيدونا أفادكم الله وأجزل لكم الأجر والمثوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأولى لهذه المرأة أن تذهب إلى مكة فتؤدي العمرة، ثم ترجع من قريب، ولا تبقى بمكة- شرفها الله- إلا بقدر ما تجم نفسها، وتتصدق بما فضل من النفقة، فإن المصالح الكثيرة التي تحصل من صدقتها بهذا المال أرجح فيما يظهر من مصلحة مجاورتها بمكة حرسها الله، وإذا كانت الصدقة قد تفضل على الحج والاعتمار تطوعا في بعض الحالات كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 111387، فأولى أن تكون أفضل من مجرد المجاورة بمكة، فإن في استحباب المجاورة بها خلافا بين العلماء بيناه في الفتوى رقم: 169073، وإن كان الراجح استحبابها، إلا أن ما في الصدقة من النفع المتعدي، مع الاتفاق على مشروعيتها واستحبابها يجعلها أولى من مجرد المجاورة بمكة فيما يظهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني