الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي ترك ما فيه نفع وخير مخافة العين

السؤال

هل دراسة كل أولاد العائلة ـ وهم ثلاثة ـ في الطب أمر مضر بالعائلة من ناحية العين ويجب اجتنابه، وكما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في أن يتخصص جميع هؤلاء الإخوة في الطب أو غيره من العلوم النافعة، ولا ينبغي أن يترك شيء من الخير خوفا من العين، والأولى أن يتخذوا من الأسباب الأخرى ما يحول بينهم وبين الإصابة بالعين كالتحصين بالأذكار والأدعية النبوية، وقوله تعالى: وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ {يوسف:67}.

ذهب جماعة من المفسرين أنه إنما نهاهم عن الدخول من باب واحد لما كانوا يتمتعون به من قوة وجمال، فخاف عليهم العين لكنه مع ذلك أخبر أنه لا يغني عنهم من الله شيئا، وأعلن أنه متوكل على ربه سبحانه، وليس هذا هو التفسير الوحيد للآية، بل هناك تفسيرات أخرى ذكرها ابن الجوزي في زاد المسير، فقال رحمه الله: وفي ما أراد بذلك ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه خاف عليهم العين وكانوا أولي جمال وقوة، وهذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة.

والثاني: أنه خاف أن يغتالوا لما ظهر لهم في أرض مصر من التهمة، قاله وهب بن منبه.

والثالث: أنه أحب أن يلقوا يوسف في خلوة، قاله إبراهيم النخعي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني