الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن يمكث في مكان عمله أربعة عشر يوما الأخذ برخص السفر

السؤال

أقيم في مدينة في ليبيا وأشتغل في مدينة أخرى تبعد 360 كم عن محل إقامتي الأصلية، وعندي سكن ثابت في المدينة التي أشتغل فيها، ونظام عملي 14 يوما من العمل، و 14 يوما من الإجازة ـ أعلم المدة التي سوف أمكثها في العمل ـ والسؤال هو: هل يجوز القصر في الصلاة في هذه الحالة 3 أيام فقط؟ أم لا يجوز مطلقا؟.
وبارك الله فبكم وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام فقد انقطع سفره, ولا يحق له الترخص برخص السفر من قصر وجمع مثلًا، هذا مذهب الجمهور, جاء في المجموع للنووي الشافعي: قد ذكرنا أن مذهبنا أنه إن نوى إقامة أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج انقطع الترخص، وإن نوى دون ذلك لم ينقطع، وهو مذهب عثمان بن عفان، وابن المسيب، ومالك وأبي ثور، وقال أبو حنيفة، والثوري، والمزني: إن نوى إقامة خمسة عشر يومًا مع الدخول أتم، وإن نوى أقل من ذلك، قصر... إلى أن قال: وقال أحمد: إن نوى إقامة تزيد على أربعة أيام أتم، وإن نوى أربعة قصر، في أصح الروايتين، وبه قال داود، وعن أحمد رواية أنه إن نوى إقامة اثنتين وعشرين صلاة أتم، وإن نوى إحدى وعشرين قصر، ويحسب عنده يوما الدخول والخروج. انتهى.

وبناء على ما سبق, فإذا كان الأمر على ما ذكرت من كونك تقيم في مكان عملك ـ أربعة عشر يوما ـ فلا يجوز القصر ولا الجمع مطلقا لا في ثلاثة أيام, ولا في أقل أو أكثر، لأنك منذ دخولك البلد في حكم المقيم, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 218896.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني