الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث قطع الصلاة بمرور الحمار والمرأة والكلب الأسود

السؤال

قال صلى الله عليه وسلم: إذا قامَ أحدُكم يُصلِّي، فإنه يستُرُه إذا كان بين يدَيه مثلُ آخِرَةِ الرَّحلِ. فإذا لم يكُنْ بين يدَيه مثلُ آخِرَةِ الرَّحلِ، فإنَّه يَقطَعُ صلاتَه الحمارُ، والمرأةُ، والكلبُ الأسوَدُ.
ما هي آخرة الرحل؟ وهل فقط الكلب، والمرأة، والحمار يقطعون الصلاة؟ هل الرجل لا يقطع صلاته إذا مر بينه وبين قبلته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فآخِرة الرحل هي العود الذى يكون خلف الراكب على الدابة.

وقد بينها النووي- عليه رحمة الله- في شرح صحيح مسلم حيث قال: المؤخرة بضم الميم، وكسر الخاء، وهمزة ساكنة ويقال بفتح الخاء، مع فتح الهمزة وتشديد الخاء، ومع إسكان الهمزة وتخفيف الخاء، ويقال آخرة الرحل بهمزة ممدودة، وكسر الخاء فهذه أربع لغات. وهي العود الذي في آخر الرحل، وفي هذا الحديث الندب إلى السترة بين يدي المصلي، وبيان أن أقل السترة مؤخرة الرحل، وهي قدر عظم الذراع هو نحو ثلثي ذراع. انتهى.

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 52581

ثم إن الذى عليه أكثر أهل العلم هو أن الصلاة لا يبطلها مرور واحد من الثلاثة المذكورة في هذا الحديث " المرأة، والكلب، والحمار " وأحرى غيرها. وتأول الجمهور هذا الحديث بأن المقصود بقطع الصلاة هو نقص الأجر لشغل القلب بهذه الأشياء عن الصلاة، وليس المراد بطلانها بالكلية؛ وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 53022 ، والفتوى رقم: 30485

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني