الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل جملة: " حبيبتي روحي - أي اذهبي - والله معك " من كنايات الطلاق؟

السؤال

أنا شاب عاقد على فتاة، ولكن لم أدخل بها بعد، وأعاني كثيرًا من وسواس الطلاق، وأشك في أي كلمة أقولها لزوجتي, وفي أحد الأيام اتصلت بي خطيبتي، وطلبت مني أن أوافق على ذهابها إلى أحد الأقارب, وفي البداية لم أكن موافقًا، ولكني بعدها وافقت, وفي نهاية المكالمة قالت لي: "أكيد, أنت موافق" فقلت لها " حبيبتي روحي - أي اذهبي - والله معك" وأثناء قولي لهذه الجملة جاء في ذهني الطلاق، وأنه ربما تكون هذه الجملة من الكنايات، وخفت وقتها، فوسوست: هل كانت نيتي حين تلفظت بهذه الجملة هي الطلاق أم أنها مجرد فكرة طرأت في بالي؟ لم أعد أميز بين الفكرة والنية، ودخلت في دوامة الوساوس, وهل وقع مني شيء، علمًا أني أحب زوجتي كثيرًا، ولا أريد الطلاق نهائيًا، ولا أفكر فيه, فهل جملة: " حبيبتي روحي - أي اذهبي - والله معك " هي من الكنايات؟ وكيف أثبت لنفسي أني لم أنو الطلاق حين نطقتها؟ وهل في كل ما ذكرت شيء من الطلاق؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما ذكرت شيء يترتب عليه الطلاق، فالجملة التي خاطبت بها زوجتك ليست صريحة في الطلاق، وأنت لم تنوه بها، وإنما هي وساوس لا يترتب عليها شيء، وإذا حصل الشك والتردد بين الوسوسة وعقد النية على الطلاق؛ لم يقع الطلاق؛ لأنّ الأصل بقاء النكاح.

قال المجد ابن تيمية - رحمه الله - في المحرر في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل: إذا شك في الطلاق, أو في شرطه بني على يقين النكاح.

فأعرض عن هذه الوساوس, ولا تلتفت إليها، واحذر من الاسترسال معها, فإن عواقبها وخيمة، واستعن بالله ولا تعجز، واشغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك.

وللمزيد فيما يتعلق بالأمور المعينة على التخلص من الوساوس راجع الفتاوى: 39653 ، 103404، 3086 ، 51601.

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني