الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدعو ربها كل يوم ولا تجد إجابة

السؤال

زوجي يجامعني مرة في الشهر ولا أنفك أدعو الله في كل ليلة أن يقوم بلمسي وألح على الله بالدعاء أخذا بالأسباب، لكنه لا يستجاب لي فلماذا أذل بدعائي أن يأتيني ربي بالحلال ولا يستجاب لي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما على العبد إلا أن يدعو ربه محققا أسباب الإجابة بأن يأتي بآداب الدعاء وشروطه والتي سبق بيان بعضها في الفتوى رقم: 119608.

والرب سبحانه قد وعد بإجابة من دعاه وعدم تخييب من رجاه، حيث قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وهو إذا استجاب إنما يستجيب حسب مقتضى علمه وحكمته، إذ قد يكون الداعي قد دعا بما فيه مضرة له من حيث يظن أن فيه مصلحته، أو يكون غافلا عما هو أصلح له مما دعا به، ويتضح ذلك من خلال ما ورد في السنة الصحيحة، ففي مسند أحمد عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم الا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال : الله أكثر.

فقد تكونين قد استجيب لك من حيث لا تدرين، والراجح من كلام أهل العلم أنه يجب على الزوج أن يطأ زوجته حسب رغبتها وقدرته، وأنه لا يجوز أن يترك وطأها على وجه تتضرر به، وراجعي الفتويين رقم: 8935، 125292.

فنصيحتنا لك أن تتفاهمي مع زوجك بأسلوب طيب على ضوء ما ذكرنا من أحكام تتعلق بالوطء، ثم إن تزين المرأة وحسن تبعلها لزوجها مما قد يغريه بها ويدعوه إلى الوطء، فينبغي أن يكون هذا منك محل اهتمام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني