الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوعيد بعدم قبول صلاة من أتى الكاهن ولم يصدقه هل ينال من تاب

السؤال

هل من ذهب إلى الكاهن دون تصديق ثم تاب يسترجع ثواب الأربعين صلاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الوعيد بعدم قبول الصلاة ممن أتى كاهنا أو عرافا، أو ممن شرب الخمر، يحتمل أن يكون على عمومه فيشمل من تاب ومن لم يتب، ويحتمل أيضا أن يكون في حق من لم يتب، قال الملا علي القاري عند شرحه لحديث شارب الخمر: ظاهره عدم قبول طاعته ولو تاب عن معصيته قبل استيفاء مدته، كما يدل عليه الفاء التعقيبية في قوله: فإن تاب، تاب الله عليه ـ ويمكن أن يكون التقدير ولو كانت التوبة قبل ذلك والفاء تكون تفريعية.

والظاهر أن الوعيد بعدم قبول الصلاة، ليس في حق التائب، فإن التوبة تجب ما قبلها، لعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه والطبراني، وحسنه الحافظ والألباني.

قال المباركفوري في شرح الترمذي عند شرحه لحديث شارب الخمر: قوله: من شرب الخمر ـ أي ولم يتب منه ـ لم تقبل له صلاة. اهـ.
وأما بخصوص من تاب بعد استيفاء الأربعين: فلا نستطيع الجزم باسترجاعه ثواب الصلاة أو بعدمه، وعموما ففضل الله واسع، والله ذو الفضل العظيم، وهو أكرم الأكرمين وأجود والأجودين، فلا يبعد أن يعوض ثواب تلك الصلوات لمن تاب وصدق في توبته، وانظر الفتويين رقم: 76180، ورقم: 117058.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني