الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة المدارس الأجنبية على عقيدة الأبناء وأخلاقهم

السؤال

إحدى الأخوات لها أولاد في مدرسة إنجيلية – للأسف - وبدأ الأولاد يشككون في الحجاب، وفي فضل الأم، والصلاة، ولماذا هي مفروضة، وأيضًا الزوج له نفس كلمات الأولاد، والأخت حاليًا محتارة، فأرجو توجيه الأم إلى نوعية الكتب والفيديوهات، على أن تكون بسيطة، وما الشيء الذي يعلمها لتساعد أولادها وزوجها، مع العلم أنها ملتزمة بالحجاب، ولكن ليس الحجاب الشرعي، فأرجو الإفادة؛ لأني غير قادرة على مساعدتها، وهي غير قادرة على إخراجهم منها بسبب الزوج - جزاكم الله كل خير -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمشكلة هذه المدارس لا تقتصر على الجانب الأخلاقي، والسلوكي، والاجتماعي، وإنما يتعدى أثرها للجانب الفكري، والاعتقادي، وما ذكرته الأخت السائل إنما هي نماذج وأمثلة، فالأمر بالفعل ذو خطورة بالغة على الأولاد، وقد سبق لنا بيان هذه الحقيقة المرة في الفتويين: 8080، 159217.

وأما علاج هذه المشكلة: فلا يقتصر على تناول المسائل المذكورة في السؤال، كالحجاب، والصلاة، وإنما الأمر يحتاج إلى تقرير لمبادئ الإيمان، والعقيدة الصحيحة، وترسيخ للمفهوم والتصور الإسلامي للوجود، والحياة، وما بعدها.

فالبداية مع الزوج والأولاد ينبغي أن تكون بالكلام عن أصل الديانة: الرضا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا، وما يقتضيه ذلك من محبة الله تعالى، وإيثار مرضاته على ما سواه، والإذعان، والتسليم، والقبول لحكمه تبارك وتعالى، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم، وتقديم أمره على أمر من عداه من الناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا. رواه مسلم. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر، كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري، ومسلم.

ثم إذا تقرر هذا جعلنا كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، في المنزلة اللائقة بهما، فلا يقدم عليهما شيء، ولا يلتمس الهدى والصواب في غيرهما.

وبعد ذلك يسهل الكلام على الحجاب، أو الصلاة، أو غيرهما من شرائع هذا الدين وشعائره، ويمكنك الاستعانة على ذلك بكتاب (طريق الإيمان) للشيخ عبد المجيد الزنداني, ورسالة (ظاهرة ضعف الإيمان) للشيخ محمد صالح المنجد، وكلاهما متوفر على الإنترنت.
وأما مسألة الحجاب: ففيها كتب ورسائل كثيرة ومفيدة، وأول ما نشير إليه من ذلك رسالة (الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية) للأستاذ سامي عامري؛ حتى يعلم الزوج والأبناء أن شريعة الحجاب ثابتة في كل الملل السماوية.

ومن الرسائل المفيدة في هذا الموضوع (الحجاب) للأستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي، ورسالة (شبهات وأقاويل حول الحجاب) للكاتبة: أسماء راشد الرويشد، وكتاب (حجاب المرأة المسلمة وحدوده الشرعية من الوجهة التربوية الإسلامية)، وكتاب (ضوابط لباس المرأة وزينتها في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي) وكلاهما للدكتور عدنان با حارث.
وبخصوص الصلاة فهناك رسالة مفيدة للدكتور محمد إسماعيل بعنوان: (الصلاة لماذا).
وللدكتورة أماني زكريا الرمادي عدة رسائل مفيدة للأطفال: عن حب الله تعالى، وعن حب رسوله صلى الله عليه وسلم، وعن حب الإسلام، وعن الصلاة وعن الحجاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني