الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شراء البضاعة من الجمارك قبل نزولها السوق هل يدخل في تلقي الركبان

السؤال

إذا ذهبت للجمارك بقصد الشراء من البضاعة قبل نزولها إلى السوق.
هل يعتبر هذا من تلقي الركبان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان أصحاب البضاعة ليسوا من أهل المدينة، ولا يعرفون أسعار السوق، فينطبق عليهم ما جاء في الحديث من النهي عن تلقي الركبان؛ لما فيه من الإضرار بهم، حيث إن ذلك مظنة الغبن لهم، لجهلهم بسعر السوق.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى: «ونهى عن تلقي السلع» وذلك لما فيه من تغرير البائع، أو ضرر المشتري.

وقال في الحسبة: ومن المنكر تلقي السلع قبل أن تجيء إلى السوق، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك؛ لما فيه من تغرير البائع، فإنه لا يعرف السعر فيشتري منه بدون القيمة.

وقال الدهلوي في حجة الله البالغة: ما يكون سبباً لسوء انتظام المدينة وإضرار بعضها بعضاً، فيجب إخمالها والصد عنها. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا تلقوا الركبان لبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا يسم الرجل على سوم أخيه، ولا تناجشوا، ولا يبع حاضر لباد. أقول: أما تلقي الركبان فهو أن يقدم ركب بتجارة، فيتلقاه رجل قبل أن يدخلوا البلد ويعرفوا السعر، فيشتري منهم بأرخص من سعر البلد، وهذا مظنة ضرر بالبائع؛ لأنه إن نزل بالسوق كان أغلى له،...

وأما لو كان أصحاب البضاعة من أصحاب السوق المطلعين على أسعاره، فلا حرج في شراء البضاعة منهم قبل وصولها إلى السوق سواء عند الجمارك، أو قبل وصولها إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني