الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الدلالة على شر وبين التعاون على الشر

السؤال

ما الفرق بين أن تدل على شر وبين أن تتعاون على الشر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدلالة على الشر هي: أن يدل الشخص غيره على ما لا يجوز شرعا، كأن يقول له: المكان الفلاني يوجد فيه كذا من الحرام، أو القناة الفلانية، أو الموقع الفلاني يبث كذا وينشر المواد الإباحية.. وما أشبه ذلك من كل ما لا يجوز، فهذا دل على الإثم وتعاون عليه، وأما التعاون على الشر: فهو أن يساعد صاحب معصية على القيام بها بأي وجه من الوجوه كأن يقتل معه، أو يسرق معه، أو يعمل مع البنك الربوي، أو يودع فيه ماله من غير ضرورة، أو يؤجر مكانا أو سيارة.. لمن يستعملها في الحرام، فهذا وما أشبهه تعاون مع صاحب المعصية، لكنه لم يدله عليها، ولذلك فكل دلالة تعاون وليس كل تعاون دلالة، فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه، وعلى كل حال، فكلاهما حرام، لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني