الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسوغ للفتاة ترك النكاح لتنال شرف تزوج النبي بها في الجنة

السؤال

هل يجوز لمسلمة أن تهب نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم كجارية أو زوجة بعد موته وأن لا تتزوج لكي يحصل عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لك أن تتركي النكاح لتنالي شرف زواج النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة، فإن العمل من أجل الثواب الأخروي عبادة وقربة، وليس للعبد أن يشرع لنفسه دينا من هواه فيمتنع عن المباحات تقربا إلى الله بما لم يشرع به التقرب، بل هذا من التبتل المذموم الذي لم يأذن به الشرع، كما بيناه في الفتوى رقم: 26120.

وأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة صنفان: الأول: من الإنس وهنّ نساؤه في الدنيا، كما بيناه في الفتوى رقم: 34511، والباقي من الحور العين.

فما تنشدينه أمر لا سبيل إليه، وإذا كنت فعلا تحبين النبيّ صلى الله عليه وسلم فأطيعيه، فإن فعلت كنت معه في الجنة، كما قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {النساء:69}.

وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت. متفقه عليه.

ولكن هناك دلائل لهذه المحبة لتكوني مع من أحببت فانظريها في الفتوى رقم: ‎17747‎ .

ومن مقتضى هذه المحبة الاقتداء به عليه السلام في النكاح، فإنه سنة الأنبياء عليهم السلام، وقد بينا حكم النكاح وحكم تركه في الفتوى رقم: ‎72442‎ ، وما أحيل عليه فيها، فانظريها للأهمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني