الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتراك في موقع ألعاب على الإنترنت

السؤال

هل يجوز أن أجلس على الإنترنت لفترة طويلة تمتد لساعات، علما بأنني عاطل عن العمل، وعمري 40 سنة، ولا أجلس أمام الأفلام والمسلسلات، لأنها حرام، علما بأنني اشتركت في موقع ألعاب حربي أعجبني كثيرا، وأحب الجلوس عليه طويلا، بل إنني في بعض الأحيان أجلس لساعات تمتد إلى 5 ساعات في اليوم، وإذا كان حراما، فهل يجوز أن أجلس أمامها لساعات قليلة مع أنني أحاول جاهدا أن لا تلهيني عن الصلاة في المسجد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحكم على اللعبة المذكورة بالحل أو الجواز ينبني على تصورها بمزيد من التفصيل، وعموما فقد ذكرنا شروط جواز اللعب بالألعاب في الفتويين رقم: 12390، ورقم: 8393.

وراجع أيضا بخصوص بذل المال من أجل الاشتراك في الألعاب فتوانا رقم: 28255. فإن كانت شروط الجواز غير متحققة في تلك اللعبة، فلا تجوز ممارستها، لا قليلا ولا كثيرا، أما إن تحققت فيها شروط الجواز، فلا بأس بممارستها، لكن لا ينبغي الإكثار منها على النحو المذكور في السؤال، فإن المسلم ينبغي أن يكون عالي الهمة، ساعيا لنيل المطالب العالية، ومن ثم يكون شحيحا بوقته، فلا يصرفه إلا فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه، ولا ينفق أنفاسه إلا فيما يقربه من ربه، فمن فرط في وقته فهو الخاسر، ففي الحديث الصحيح: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة الفراغ. رواه البخاري. قال العلماء: المغبون معناه: الخاسر، مأخوذ من الغبن في البيع.

والإنسان مسؤول أمام الله عز وجل يوم القيامة عن عمره عموماً وعن شبابه خصوصاً، ففي الحديث: لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ما عمل فيه. رواه البيهقي، وحسنه الألباني. وننصحك بالسعي للحصول على عمل، واستعن بالله ولا تعجز، وانظر الفتويين رقم: 178897، ورقم: 76064.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني