الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال العلماء في نسيان القرآن

السؤال

أنا شاب أعزب من تركستان الشرقية - تحت احتلال الصين - طالب علم، وقد حفظت من القرآن عشرة أجزاء، وبعد الحفظ نسيت أكثرها بسبب كثرة العمل مع أبويّ في الحقول، وهما عجوزان، فهل عليّ ذنب لنسياني؟ أعينوني - يرحمكم الله -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن نسيان القرآن من الذنوب، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى؛ ولذلك فهو معصية، ومصيبة يصاب بها العبد، كما قال بعض السلف: ما نسي القرآن إلا بسبب ذنب اقترفه صاحبه، يقول الله تعالى : وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.

بل عده بعض أهل العلم من كبائر الذنوب؛ قال الحافظ في الفتح: اختلف السلف في نسيان القرآن، فمنهم من جعل ذلك من الكبائر. وانظر الفتوى رقم: 19089

ولذلك: فإن كان نسيانك لما حفظت بسبب الترك، والإهمال، فإن عليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتجتهد حتى تسترجع ما حفظت من القرآن، وتزيد منه ما استطعت.

وإن لم يكن ذلك بسبب الإهمال والترك، وإنما كان بسبب ضغط العمل وضرورته، أو ضعف الذاكرة وسوء الحفظ، فإنه لا إثم عليك - إن شاء الله تعالى - لأن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وانظر الفتوى: 59016، ولكن ينغي أن تجتهد في استرجاع ما حفظته، وتزيد ما استطعت - كما ذكرنا -.

هذا وننبهك إلى أن الانشغال بالأبوين، والعمل معهما، والإحسان إليهما عمل طيب، وصاحبه مأجور ومشكور، ولكنه لا ينبغي أن يكون مبررًا لإهمال المسلم لما حفظ من القرآن الكريم، وعدم مراجعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني