الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بنزول شيء بسبب التخيلات قبل نومه واستيقظ ولم يجد شيئا

السؤال

أرجو منكم أن تفتوني في مسألتي وتجيبوني على جميع أسئلتي: قبل يومين ذهبت إلى السرير لأنام، وقبل أن أنام خطر على بالي مشهد جنسي ثم أحسست بنزول شيء من ذكري، فتجاهلت الموضوع ونمت، وعندما استيقظت فتشت في سروالي الداخلي ولم أجد أي شيء، ثم لم أفعل شيئا من غسل ونحوه وأكملت الصلوات، فهل فعلي صحيح؟ أم يجب علي أن أغتسل؟ وإذا كان علي غسل، فماذا أفعل بالصلوات التي صليتها؟ وما هذا الذي شعرت بخروجه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسائل الذى شعرت بنزوله إذا لم تتحقق من وجوده, فلا يلتفت إليه, ويعتبر كالعدم, جاء في فتاوى الشيخ ابن باز: س ـ بعد ما أنتهي من الوضوء أشعر بأنه يخرج مني نقاط من البول، فهل يجب علي إعادة الوضوء، علما أنني كلما أعدت الوضوء حصل نفس الشعور، فماذا أفعل؟

ج ـ هذا الشعور عند السائل بعد الوضوء يعتبر من وساوس الشيطان، فلا يلزمه أن يعيد الوضوء، بل المشروع له: أن يعرض عن ذلك، وأن يعتبر وضوءه صحيحا لم ينتقض، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لما سئل عن الرجل يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ـ متفق على صحته، ولأن الشيطان حريص على إفساد عبادات المسلم من الصلاة والوضوء وغيرهما، فتجب محاربته وعدم الخضوع لوساوسه، مع التعوذ بالله من نزغاته ومكائده. انتهى.

وإن كنت قد تحققت من خروج سائل بسبب التفكير في مشاهد جنسية, فالغالب أن يكون هذا السائل مذيا, لأنه يخرج غالبا بسبب التفكر والمداعبة, جاء في كفاية الطالب الرباني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني: وهو ـ أي المذي ـ ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة بالإنعاظ ـ أي قيام الذكر عند الملاعبة أو التذكار بفتح التاء ـ أي التفكر. انتهى.

وإذا اعتبرنا أن الخارج منك مذي ـ كما هو الظاهر ـ فلا يلزمك اغتسال, بل عليك تطهير المذي وقد ذكرنا كيفية تطهيره من الثوب والبدن, وذلك في الفتوى رقم: 50657.

هذا إضافة إلى أن من جهل حقيقة البلل الخارج منه هل هو مني أم مذي؟ فإنه يتخير بين اعتباره منيا فيغتسل غسل الجنابة، وبين اعتباره مذيا فيكتفي بتطهير ما أصابه من بدنه وثوبه ويتوضأ, وهذا التفصيل للشافعية, وهو المفتى به عندنا، كما سبق في الفتوى رقم: 118140.

جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته، وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته، لأنه إما جنب، وإما حامل نجاسة. انتهى.

وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.

ثم إذا كنت قد صليت بعد تطهير هذا السائل من جسدك وثوبك, فصلواتك كلها صحيحة بلا إشكال, وإن كنت صليت قبل تطهير الثوب أو البدن، فصلواتك أيضا صحيحة عند بعض أهل العلم القائلين بصحة صلاة من صلى بالنجاسة جاهلا سواء علمها ثم نسيها, أو لم يعلم بها إلا بعد الصلاة, كما ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 123577.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني