الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحل للبنت طاعة والديها في ظلم زوجها والكذب عليه

السؤال

أرجو أن تنصحوني من فضلكم، فأنا وسط معاملات الطلاق مع زوجي منذ عام ونصف، وعندما رفعت الدعوى عليه في البداية، قلت عنه عدة أشياء، منها أنه تزوجني لأجل الحصول على أوراق الإقامة في فرنسا، وأنني كنت أتحمل جميع مصاريف البيت، ولم يكن يعينني كما ينبغي في الأعمال المنزلية، والشيء الذي أتعبني كثيرًا زيادة على إعاقتي - فلم أستطع التحمل أكثر، وهذا كله صحيح - أن المحامية التي وكلتها هنا في فرنسا، اقترحت عليّ أن أقول أيضًا أنه ترك المنزل، وهجرني، علمًا أنه غير صحيح، لكن حتى أربح القضية، وتنزع منه الأوراق الفرنسية، ويرجع إلى بلده، فقبلت، ثم بعد مرور أشهر قليلة راجعت نفسي، وأردت أن أنزع ما اقترحته عليّ المحامية؛ لأنه كذب، فأخبرت أبي وأمي بمرادي، لكنهما رفضا، وقالا بأن زوجي قضى مني مصالح كثيرة من خلف ظهري، وكانت والدتي أكثر غضبًا من الذي اقترحته؛ لأن هذا سيؤدي إلى معاودة حياته بالبقاء في فرنسا، وزواجه بأخرى، وأنا لا أقدر على عدم رضا والديّ؛ لهذا لم أغير شيئًا، وحاولت الصلح مع زوجي، لكنه لا يريد أن يرجع لي، وقريبًا سيتم استدعائي واستدعاؤه لسماعنا في المحكمة، فهل من الأحسن أن أغير كلامي إذا أتيحت لي الفرصة؟ وكيف سأكمل العيش مع أبي وأمي، وهما غير راضيين - جزاكم الله خيرًا كثيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن للوالدين مكانة عظيمة، وأن من حقهما البر والإحسان، وطاعتهما في المعروف، وسبق بيان النصوص الدالة على فضل الوالدين في الفتوى رقم: 58735، ولكن هذا الفضل لا يجوز أن يكون حاملًا على ظلم الآخرين، ولا سيما الزوج لأجل إرضائهما، أو طاعتهما فيما فيه معصية الله، وراجعي الفتوى رقم: 76303.

فالذي ننصحك به أن تواصلي السعي في الإصلاح بينك وبين زوجك، خاصة إن رزقت منه أولادًا، فإن أصر على عدم رجوعك إليه، فإن أمكنك تغيير ما ذكرت، وقول الحق من غير ضرر يلحقك من ذلك، فافعلي، وإن خشيت على نفسك ضررًا فاسحبي القضية، وتنازلي عنها.

وإذا غضب عليك والداك: فلا يلحقك إثم - إن شاء الله - ولكن ينبغي أن تسعي في إرضائهما، واستعيني بالتضرع إلى الله تعالى، وتوسيط الأخيار والفضلاء، ولا سيما من لهم وجاهة عند والديك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني