الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج المهدي، والقتال على الخيول وبالرماح آخر الزمان

السؤال

سؤالي هو: من أين يخرج المهدي؟ وهل من خراسان أم مكة المكرمة؟ وما دور قبائل بني تميم في نصرة المهدي؟ وهل سيخرج في زمن كزمن الصحابة يجاهد فيه بالسيف والخيل هو ومن معه؟.
وشكرا‏.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم حديثا مقطوعا بصحته في تعيين مكان خروج المهدي، وقد روي أنه يخرج من جهة المشرق، أو من خراسان تحديدا، وذلك في حديث ثوبان: إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فائتوها فإن فيها خليفة الله المهدي. وفي رواية: من قبَل المشرق. وهذا الحديث صححه الحاكم والبزار وابن كثير في موضع، وابن الجوزي والقرطبي والبوصيري والتويجري، وأعله الإمام أحمد، واستنكره الذهبي والألباني، ورجح ابن كثير وقفه في موضع آخر.

وراجع في ذلك الفتويين رقم: 121048، ورقم: 80448.

وروي أنه يخرج من المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام. وهو حديث ضعيف، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 60631.

وراجع السلسلة الضعيفة للألباني 1965، والفتويين رقم: 157763، ورقم: 164881.

وقد حاول الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري في موسوعة الفقه الإسلامي الجمع بين هذه الآثار فقال: المهدي رجل صالح من أهل البيت، يخرج من جهة المشرق، ويأوي إلى مكة قادماً من المدينة، فيبايع له بين الركن والمقام عند الكعبة. اهـ.

وأما قبائل بني تميم: فالذي ورد فيهم هو قتالهم للدجال وشدة بأسهم عليه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 22147.

وأما الفتى التميمي صاحب راية المهدي: فلا يصح الحديث الوارد فيه.

وأما السؤال الأخير: فيمكن الرجوع في جوابه للفتوى رقم: 51952.

وقد أورد الدكتور عمر الأشقر في كتاب القيامة الصغرى بعض أحاديث يأجوج ومأجوج، ومنها حديث: سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ونشابهم وأسلحتهم وأترستهم سبع سنين ـ ثم قال: وهذه الأحاديث وأحاديث مشابهة كثيرة تدل على أن هذه الحضارة الهائلة التي اخترعت هذه القوة الهائلة من القنابل والصواريخ ستتلاشى وتزول، وأغلب الظن أنها ستدمر نفسها بنفسها، وأن البشرية ستعود مرة أخرى إلى القتال على الخيول واستعمال الرماح والقسي ونحو ذلك، والله أعلم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني