الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توفي وعليه ديون أصحابها مجهولون

السؤال

أنا فتاة مغربية، توفي أبي -رحمه الله- وكانت عليه ديون كثيرة، فسددنا عنه ما علمناه، لكن باقي الديون لا نعرف لمن نسددها، ولا من هم الأشخاص ولا أين يسكنون؟ لا يوجد رأس خيط يوصلنا إليهم، ونحن نريد أن نسدد عنه هذا الذين. فما حكم هذه المسألة؟
لقد أفتاني البعض بأن أقدر مبلغا ما وأخرجه صدقة، نويت أنه قضاء لدين أولئك الذين لا أعرف أشخاصهم.
فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنتم تعلمون مقدار تلك الديون، لكنكم تجهلون أصحابها، ولا يمكنكم معرفتهم، فيصح التصدق بها عنهم، ولا يكفي أن تقدروا مبلغا ما، بل تتصدقون بكامل المبلغ الذي تعلمونه دينا على والدكم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فَإِذَا كَانَ بِيَدِ الْإِنْسَانِ غصوب، أَوْ عَوَارٍ أَوْ وَدَائِعُ، أَوْ رُهُونٌ قَدْ يَئِسَ مِنْ مَعْرِفَةِ أَصْحَابِهَا، فَإِنَّهُ يَتَصَدَّقُ بِهَا عَنْهُمْ، أَوْ يَصْرِفُهَا فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يُسَلِّمُهَا إلَى قَاسِمٍ عَادِلٍ يَصْرِفُهَا فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ الْمَصَالِحِ الشَّرْعِيَّةِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني