الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحصل الكفر بالخطإ في الأسماء الحسنى

السؤال

عندما أستغفر الله وأقول: ( أستغفر الله العظيم ) يظهر حرف الـ(ظ) هنا كحرف الـ(س) أو أحيانا أقوله فعلا حرف الـ(س). فما حكم هذا؟ وهل هذا يكفر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يحصل الكفر باللحن الحاصل عن خطإ، أو عدم قدرة على النطق الصحيح؛ فقد قال الله تعالى: ولَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ {البقرة:284} قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: سمعنا وأطعنا، وأسلمنا، قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا، قال: قد فعلت، رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا، قال: قد فعلت، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا، قال: قد فعلت. اهـ.

ولا يجوز للإنسان تعمد الخطإ في الأسماء الحسنى؛ لما فيه من تحريف أسماء الله تعالى، وهو من الإلحاد في الأسماء الذي يجب إنكاره، فأسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، يجب النطق بها كما جاءت في نصوص الوحي من القرآن والسنة، فلا يجوز إبدال حرف منها بحرف آخر عمدا. وانظر الفتويين التاليتين: 375520 // 71644.

وراجع أيضا فتوانا رقم: 106479 ، بعنوان: قول الحالف والاه العزيم بدلا من والله العظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني