الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسجيل في مواقع: نغرد عنك بآية.. من آثار الخير الباقية

السؤال

ما حكم التسجيل في مواقع: نغرد عنك بآية، علما أن هذه المواقع روابطها منتشرة في تغريدات. وصل رابط مكتوب تحته: نغرد عنك بآية وأنت نائم، حتى وأنت في القبر.
ما صحة هذه المواقع وهل فعلا لي الأجر، علما أني لم أكتبها ولم أرسلها، واحتمال أني لم أقرأها؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بأس بالتسجيل في مواقع للتغريد بآيات، أو أحاديث صحيحة، أو غير ذلك من أطايب الكلام المفيد النافع، وإنشاء مواقع للغرض المذكور، يدخل في باب التعاون على البر والتقوى.
والتسجيل في هذه المواقع إنما هو توكيل للقائمين عليها في كتابة التغريدات ونشرها، وإن اشتملت على تفويضهم في اختيار النصوص وتعيينها، فلا يحرم الموكل من أصل الأجر إن شاء الله؛ فالله سبحانه واسع عليم، وفضله عظيم، وإن فات الموكل أجر مباشرة الإنشاء، وتعيين نصوص التغريدات، إلا أن إنشاء تلك التغريدات كان بسبب تسجيله، فهو أثر من آثاره؛ وقد قال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {يس:12}.
قال ابن كثير في تفسيره: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم. اهـ.
وقال السعدي: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، {وَآثَارَهُمْ} وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم، وأفعالهم، وأحوالهم. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني