الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوالدان لهما المثوبة على تربية الأبناء والخطأ مغتفر

السؤال

ما الحكم إذا كانت الأم مصدرالقلق للأولاد والبنات على حد سواء وتظن أنها تحسن تربيتهم مع أنهم يدعون البراءة أمامها ومن وراءها هم غارقون في فساد الأخلاق وسوء التعامل ما الحل إذا كنا لا نقدر أن نصارحها بالأمر لأنها تعتبر ذلك قلة تربية وعدم حياء هو الدافع لكي نقول هذا عنها أرجوكم فأنا مريضة نفسية والسبب هذا المنزل الكل يفرح إذا غادر إلى منزله وأنا أبكي طوال ليلي أندب حظي وأختي تقول إن الزواج هو الحل وانا أقول إن الزواج بداية النهاية لأنني مريضة نفسية ولا أملك القدرة على تربية الأبناء ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيجب على الوالدين أن ينتقيا من الأساليب التربوية والطرق التهذيبية ما يتناسب مع طبيعة من ولاهم الله أمرهم، وأن يستحضروا دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته..... رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري.
فإذا بذل الوالدن جهدهما في ذلك، ولم يوفقا للصواب فلا إثم عليهما، بل لهما الأجر على اجتهادهما في إصلاح الأبناء بقدر طاقتهما، ويجب على الأبناء في هذه الحالة أن يستقبلوا هذا الخطأ بنفس هادئة وقلب مطمئن، وعليهم أن يسعوا لإصلاح هذا الخطأ، وسد هذا الخلل، بالنصح للأبوين مع كمال التأدب معهما، والدعاء لهما بأن يوفقا للصواب، وتوسيط أهل الخير في سبيل ذلك، ولمزيد من الفوائد راجعي الفتوى رقم:
22407.
أما بالنسبة للمرض النفسي الذي تعانين منه، فالعلاج منه مطلوب لأن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، واليأس من العلاج مخالفة صريحة للسنة، وتعارض واضح مع العقل والواقع اللذين أثبتا إمكانية العلاج من الأمراض النفسية وغيرها، وقد سبق بيان كيفية العلاج من الأمراض النفسية في الفتوى رقم: 16213.
ونسأل الله تعالى أن يرفع عنك البلاء ويصرف عنك الهم والغم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني