الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إمامة من ينطق القاف كافا في (المستقيم) في الفاتحة

السؤال

إمام مسجدنا الراتب يقرأ قوله تعالى في سورة الفاتحة: "الصراط المستقيم"، "الصراط المستكيم" علمًا أن نطق القاف كاف هو الشائع في بلدنا، فهل يمكننا أن نعتد في هذه المسألة بقول أهل العلم في نطق الضاد ظاء؟ وهل عليّ إعادة جميع الصلوات التي صليتها خلفه؟ رغم أنه لا يفعل هذا الفعل في كل الصلوات - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يكون ما تذكره مجرد وسوسة، وعلى كل حال: فقد بينا ضابط اللحن المبطل للفاتحة، وما يتسامح فيه في الفتوى رقم: 113626، وقد سهل بعض العلماء في القاف إذا قرأها مشبهة للكاف، فلم ير بطلان الصلاة بذلك، قال السيوطي: قال الإسنوي في الكوكب: إبدال الهاء من الحاء لغة قليلة، وكذلك إبدال الكاف من القاف، فمن فروع الأول: إذا قرأ في الفاتحة (الهمد لله) بالهاء عوضًا عن الحاء، فإن الصلاة تصح، كما قاله القاضي حسين في باب صفة الصلاة من تعليقه، ونقله عنه ابن الرفعة في الكفاية.

وأما الثاني فمن فروعه: إذا قرأ (المستقيم) بالقاف المعقودة المشبهة للكاف، فإنها تصح أيضًا، كما ذكره الشيخ نصر المقدسي في كتابه المقصود، والروياني في الحلية، ونقله عنه النووي في شرح المهذب، وجزم به ابن الرفعة في الكفاية، قال الإسنوي: والصحة في أمثال هذه الأمور لأجل وروده في اللغة، وبقاء الكلمة على مدلولها أظهر. انتهى.

فالذي ننصحك أن تدع الوساوس - إن كان بك وسوسة - وإن كنت متثبتًا مما تذكر: فناصح هذا الإمام، وما دام ينطق القاف على وجهها أحيانًا فإنه يقدر على تصحيح هذا الخطأ.

وإن كان يعجز عن ذلك: ففي الأمر سعة عند بعض العلماء، كما رأيت في كلام الجلال السيوطي المنقول آنفًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني