الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أحب معلمة من معلماتي، لكني لا أعلم هل حبي لها في الله، أو غير ذلك؛ لأن حبًّا غير ذلك يكون حبًّا مع الله؛ لذلك أريد منك جوابًا - جزاك الله خيرًا - ولا شيء يستثيرني فيها أبدًا، سوى أني لا أستطيع الكلام معها؛ لأني أشعر بالتردد، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن الطبيعي أن تحب الطالبة معلمتها، فهذا الأمر لا حرج فيه في الأصل، ما دام في حدود الشرع، ولم تترتب عليه أمور منكرة من الإعجاب المحرم، أو العشق، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 8424، والفتوى رقم: 96693.

والحب في الله يكون قائمًا على أساس طاعة المرء لله تعالى، فلا يكون من أجل شيء من مصالح الدنيا، ومن هنا قال بعض السلف - وهو منسوب إلى يحيى بن معاذ - أنه قال: علامة الحب في الله ألا يزيد بالبر، ولا ينقص بالجفاء. ومعناه: أن من أحب أحدًا في الله تعالى، فإن محبته له في الله لا تزيد إذا وصله, أو أحسن إليه, ولا تنقص إذا جفاه, أو أعرض عن صلته؛ لأنه إنما أحبه لله, لا لحظ نفسه, وما يناله منه من العوض.

ولا ينفي هذا أن يحب الشخص لإحسانه، ولكنها محبة أخرى طبعية, ليست هي المحبة في الله تعالى, والتي قصدها يحيى بن معاذ - رحمه الله - ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 47746، والفتوى رقم: 125052، والفتوى رقم: 231223.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني