الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أكن أعلم بوجوب الاغتسال من العادة السرية، وقد تبت منها، فهل يجب علي قضاء الصلوات؟

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، وقد كنت أقوم في صغري - قبل 8 سنوات على الأكثر - بالعادة السرية، وكنت أترك بعض الصلوات إهمالًا، وتركت العادة السرية - على ما أظن - منذ سنة ونصف، أو سنتين، ولم أكن أعلم حكمها، أي أني لم أكن أعلم أنه يجب الاغتسال منها، وقرأت في موقعكم بأنه - تجنبًا للاختلاف - عليّ قضاء الصلوات التي صليتها على غير طهر، وأنا منذ فترة - لا أعلم مدتها - أصلي بعض السنن الرواتب، ولي سنة وخمسة أشهر تقريبًا مواظبة - ولله الحمد - على صلاة السنن الرواتب، وعلى النوافل، وقيام الليل، وأنا الآن أعاني من وسواس في الوضوء، والصلاة، وأتعب لكي أنتهي من صلاة الفرض، وآخذ الكثير من الوقت وأنا أصليها، وأهلي يعاتبونني كثيرًا على هذا الحال، وكلما فكرت في أن عليّ قضاء تلك الصلوات أشعر بالإعياء، والحمل الثقيل، والهم، والغم، إلى درجة أن عيني تدمع عندما أفكر في الموضوع، مع العلم أن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، وأنا - والحمد لله - تبت عن تلك الحركات، فهل عليّ قضاء تلك الصلوات مع حالتي هذه؟ أرجو منكم جوابًا شافيًا يريحني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك أولًا بمجاهدة الوساوس ومدافعتها، والسعي في التخلص منها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم؛ وانظري الفتوى رقم: 51601.

وأما هذه الصلوات: فإن بعض العلماء يرون أنه لا يلزمك قضاؤها، كما قرأت في موقعنا؛ وانظري الفتوى رقم: 125226.

ولك أن تأخذي بهذا القول، فتدعي قضاء تلك الصلوات؛ فإن للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال وأخفها عليه، رفعًا للحرج، ودفعًا للمشقة، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني