الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، وضوابط رؤيته في المنام

السؤال

سمعت أحد شيوخ الصوفية يقول: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، واحدة منها وهو في اليقظة، وأنه سيأتي إليه في احتفالهم بالمولد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضمنه، وقال له: اضمن من شئت من الناس بضمانتي.
وبعد أيام جاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه الخلفاء الراشدون الأربعة، والحسن، والحسين، ومعهم الزهراء، والصحابة، والتابعون، وتابعو التابعين. وبعدها جاء الصوفية يحملون الدفوف، والطار من خلفهم، وزفوهم إلى داخل المولد، ومقطع الفيديو ما زال معي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا من خرافات بعض الطوائف المنحرفة، التي يهرف أصحابها بمثل هذه الخرافات، ويروجون بها لبدعهم.

فقد جزم المحققون من أهل العلم، بأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته غير ممكنة، وكذلك رؤية غيره من الأموات، وانظر الفتويين: 9991 // 18244.

وعلى ذلك؛ فلا يمكن أن يكون هذا الرجل قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحدًا من المذكورين في السؤال. إضافة إلى أن الاحتفال بالموالد من البدع، كما سبق في الفتويين: 1563 // 1888.

فإن كان هذا الرجل يريد الاستدلال بالرؤى على مشروعية الاحتفال بالمولد، أو غير ذلك مما ذكره: فهذا الاستدلال لا يصح؛ لأن الأحكام لا يستدل عليها بالمنامات، وانظر الفتوى: 67482.

وصحة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام لها ضوابط، منها: أن يراه على صورته الحقيقية، كما سبق في الفتوى: 45520.

فقوله عليه الصلاة والسلام: من رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي. متفق عليه.

المقصود به رؤيته بأوصافه الحقيقية، فليس كل من يراه النائم في منامه ظانًّا أنه الرسول عليه الصلاة والسلام يكون كذلك، إلا إذا انطبقت عليه أوصافه، وانظر الفتوى: 23970.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني