الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتح القبر للتأكد من هوية الجثة

السؤال

أنا نازحة في إحدى المدن السورية, حدث تفجير منذ خمسة أشهر، ذهب ضحيته ثلاثة أشخاص, وكان ابني البالغ من العمر 12 عامًا بالقرب من مكان التفجير, فتضاربت الأنباء حوله، فمنهم من ذكر أنه شاهده بعيد التفجير مع أحد الأشخاص على دراجة نارية, ومنهم من ذكر أنه تم دفنه من قبل عائلة التبست عليهم جثته بجثة ابنهم الذي قتل في التفجير، علمًا أن ابنهم عمره 14 عامًا، ولا يشبه ولدي، وهناك علامة فارقة جذرية، فابنهم جثته كاملة، وقد أسعفوه بعيد التفجير، أما ابني فقد أخبرونا أن يده قطعت، فكيف يتفق أن يخطئوا بين ابني وابنهم، رغم أن ابنهم جثته كاملة وهم من أسعفه؟ ثم يدعون أنهم أخطؤوا بالجثث، فدفنوا ابني بدلًا عنه رغم أنهم دفنوا جثة بلا يد! وممرضي المشفى ذكروا أن ابني قد أتى جريحًا في قدمه بعيد التفجير، وتم علاجه، ثم غادر بعدها، فقررت فتح القبر بعد صراع، ومشادات مع أحد وجهاء البلدة، وعندما فتحته لم أر إلا جزءًا من وجهه، ولكن لم أميزه؛ لأن فتح القبر كان بعد عدة أيام من الدفن، ودعوت الله تعالى مرارًا أن يريني ابني في المنام إن كان حيًّا في هذه الدنيا، أو أنه قد قتل, لكني لم أر ابني في المنام إلا بعد شهر من الدعاء، فرأيت التالي : (كنت على سطح بناء، وأقوم بتنظيفه، فاجتمعت بأقارب والدي، من بينهم عمي، وكان بصحبته أولاده، فبكيت، وأخبرته أنني أضعت ابني منذ يومين، وبكيت، فأخبرني بعد أن شرد بذهنه قليلًا أن ابني موجود في مسجد للنساء، ففهمت أنه موجود في أحد المساجد في دمشق، في مكان قد نزحت إليه سابقًا) فاستيقظت وصدري مشروح، وكان الوقت قبل طلوع الشمس، فأرجو مساعدتي في تفسير الحلم، وأرجو إرشادي إلى ما أفعله حيال فتح القبر مجددًا، علمًا أن ذلك سيواجه برفض شديد من وجهاء المدينة - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرج كربك، ويزيل همك، وأما الرؤى فليس من اختصاص موقعنا الاشتغال بتعبيرها.

وأما ولدك: فنسأل الله أن يرده عليك - إن كان حيًّا -.

وما دمت قد فتحت القبر، ولم تتحقق من الأمر، فلا فائدة من إعادة فتحه، ولكن اجتهد في السؤال عنه، فإن انقطع أملك في تحصيله حيًّا، فاحتسبه عند الله تعالى، واعلم أن ثواب الصبر على فقد الولد عظيم، وفي الحديث أنه: إِذا ماتَ وَلَدُ العَبْدِ، قالَ الله تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُول: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فؤادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ، واسْتَرْجَعَ، فيقُولُ الله تَعَالَى: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتاً فِي الجَنَّةِ، وسَمُّوهُ بيت الحمد. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

فنسأل الله أن يأجرك في مصيبتك، وأن يخلف لك خيرًا منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني