الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ممارسة العادة السرية بحجة التخلص من المني لمنع الاحتلام

السؤال

سؤالي: لدي زميل تجادلت معه حول مسألة الاستمناء (العادة السرية) فقال لي إنه يقوم بها ليس لشهوة، وإنما للتخلص من الماء(المني) لأنه في حال لم يقم بإنزاله، سيحصل لديه ما يعرف بالاحتلام، وأن الاحتلام يسبب اتساخ الملابس والأرق وغيره. فيقول أنا أتخلص منه في الحمام أي في مكان نجس، ولا أذهب بعيدا في مخيلتي، أنا فقط أنزله، وعند نزوله أغتسل غسل الجنابة، ولا أكون قد جعلت ملابسي متسخة، ولا حدث لي أرق. ويقول أنا أقوم بها مرة كل أسبوعين، فضلا عن أنه غير متزوج.
سؤالي: هل يجوز أن يقوم الشخص بالعادة السرية ليس لشهوة، وإنما للتخلص من المني؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعادة السرية محرمة، كما بينا بالفتوى رقم:7170.

ثم دعوى إخراج المني بلا شهوة، مخالف للواقع، ولو افترض صحته، فلا اعتبار له في مقابل قول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) سورة المؤمنون. فإذا كانت الآية الكريمة قد جاءت تأمر بحفظ الفرج إلا عن الزوجة، وما ملكت اليمين، فليس من حق الشخص أن ينتهك ذلك بتبريرات شيطانية لا طائل من ورائها.

ومسألة المحافظة على نظافة الملابس، لا يمكن أن توازن بمفسدة الاستمناء، وكذلك الأرق -إن كان-، لا يقارن بمفاسد ممارسة العادة السرية التي تؤدي إلى أضرار بدنية، ونفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب.

ونوصي صاحبك بتعجيل الزواج، وإكثار الصيام، ودوام التضرع إلى الله، والبعد عن خطوات الشيطان، فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني