الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في طلب الإمامة في الصلاة لمن هو كفؤ لها

السؤال

هل يجوز للشخص أن يطلب إمامة الناس في المسجد إذا كان يؤمهم أناس لا يجيدون قراءة القرآن؟ وما الذي يترتب عليه فعله؟.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج على الشخص في طلب تولي الإمامة إذا لم يوجد من هو أولى منه, وقد طلب الإمامة بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, فقد روى أحمد في المسند، وأبو داود والنسائي ـ واللفظ لأحمد ـ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي، فَقَالَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ، وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا.

قال الصنعاني في سبل السلام: الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ طَلَبِ الْإِمَامَةِ فِي الْخَيْرِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي أَدْعِيَةِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّهُ بِتِلْكَ الْأَوْصَافِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان: 74} وَلَيْسَ مِنْ طَلَبِ الرِّيَاسَةِ الْمَكْرُوهَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِرِيَاسَةِ الدُّنْيَا الَّتِي لَا يُعَانُ مَنْ طَلَبَهَا، وَلَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْطَاهَا. اهــ.

بل ربما يتعين عليه أن يتولاها إذا لم يوجد من يصلح لها غيره, وانظر الفتوى رقم: 24727، عن إمامة الصلاة بين أفضلية الفعل وأفضلية الترك.

وأما قولك: وما الذي يترتب عليه فعله ـ فلم نفهم قصدك منه، وإن كنت تسأل عن الطرق التي يمكنه أن يصل بها إلى الإمامة فهذه تكون بحسب الحال عندكم، ونحن لا ندري الجهة المخولة بذلك، فهي قد تكون جهة رسمية وقد يكون من اتفاق أهل الحي أو باني المسجد أو الجماعة أو غير ذلك...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني