الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شبهة حول أمر إبليس بالسجود لآدم والرد عليها

السؤال

وصلتني رسالة إلحادية، وأريد تعقيبكٍ إذا كان ذلك ممكنا. جزاك الله خيرا.
الرسالة: ما هي مشيئة الله في لحظة طلبه من إبليس السجود لآدم؟
هناك 3 احتمالات لا رابع لها:
1. كانت مشيئة الله ألا يسجد إبليس لآدم، وعليه فإن إبليس لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى لو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر مشيئة الله.
2. كانت مشيئة الله أن يسجد إبليس لآدم، ولكن إبليس استطاع أن يكسر مشيئة الله، ولم يسجد لآدم، وهذا يعني أن أفعال إبليس أقوى من مشيئة الله.
3. الله لا يمتلك مشيئة.
اختر الجواب المناسب لك.
أتمنى ردك أخي.
وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسبب الإشكال هنا هو الجهل بأن إرادة الله تعالى نوعان: إرادة كونية قدرية، هي المشيئة، وإرادة شرعية دينية. والفرق بينهما أن الإرادة الكونية القدرية لا بد أن تقع، وقد تكون فيما يحبه الله كالطاعات، وقد تكون فيما يبغضه الله كالمعاصي. وأما الإرادة الدينية الشرعية، فلا تكون إلا فيما يحبه الله، وقد تقع وقد لا تقع؛ لأن الله تعالى أعطى العباد اختيارا في الطاعة والمعصية. وإذا تبين هذا، فالشر يقع بإرادة الله الكونية، لا بإرادته الشرعية. ومن ذلك امتناع إبليس عن السجود لآدم. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 135313 وما أحيل عليه فيها.

فالله تعالى أمر إبليس بالسجود لآدم، وأراد ذلك منه إرادة شرعية دينية، ومكنه من ذلك، وأعطاه القدرة عليه، فلم يفعل، ولذلك يعاقب، ويجازى على امتناعه. ولم يرد الله ذلك منه إرادة كونية، ولو أراده لوقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني