الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنفع وأحسن كتب أصول الفقه عند الحنابلة

السؤال

أثابكم الله: هل يمكن أن تفيدوني بمنهج لدراسة علم أصول الفقه على طريقة الحنابلة وطريقة العلماء في المملكة كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ـ رحمهم الله جميعا، وعلى من مات من علماء المسلمين جميعا ـ يتدرج للمبتدئين، ثم للمتوسطين، ثم للمتقدمين مع ذكر أفضل الشروح للمتون وبعض الكتب التي تحبذ قراءتها مع كل مستوى؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ في المدخل المفصل كثيرا من كتب أصول الفقه عند الحنابلة ما بين مختصر ومطول، وذكر أن أشهرها ثلاثة كتب: قد نالت حظًّا وافراً من الاشتغال بالاختصار والشرح وهي: روضة الناظر لابن قدامة، ومختصرها للطوفي، والتحرير للعلاء المرداوي. انتهى.

فأما الروضة: فقد امتدحها ابن بدران في كتابه المدخل إلى مذهب الإمام أحمد، حيث قال رحمه الله: إِنَّه أَنْفَع كتاب لمن يُرِيد تعَاطِي الْأُصُول من أَصْحَابنَا، فمقام هَذَا الْكتاب بَين كتب الْأُصُول مقَام الْمقنع بَين كتب الْفُرُوع. انتهى.

وأما مختصر الروضة للطوفي: فقد امتدحه ابن بدران أيضا في كتابه فقال: وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحسن مَا صنف فِي هَذَا الْفَنّ وأجمعه وأنفعه مَعَ سهولة الْعبارَة وسبكها فِي قالب يدْخل الْقُلُوب بِلَا اسْتِئْذَان. انتهى.

وللطوفي شرح على مختصر الروضة في ثلاثة مجلدات.
وأما كتاب: التحرير ـ للمرداوي، فقد قال عنه الشيخ بكر أبو زيد في المدخل: اعتنى به العلماء شرحاً واختصاراً منها:

1ـ شرح التحرير ملخص كتاب التحبير، لأبي الفضل أحمد بن علي بن زهرة الحنبلي من علماء القرن التاسع.
2ـ مختصر التحرير للمرداوي، لابن النجار محمد بن أحمد الفتوحي ت سنة: 972 هـ ويسمى: الكوكب المنير باختصار التحرير، ولابن النجار أيضاً شرحه: شرح الكوكب المنير، ويسمى: المختبر المبتكر شرح المختصر، مطبوع في أربعة مجلدات. انتهى.
وقال ابن النجار عن كتاب التحرير: وَإِنَّمَا وَقَعَ اخْتِيَارِي عَلَى اخْتِصَارِ هَذَا الْكِتَابِ، دُونَ بَقِيَّةِ كُتُبِ هَذَا الْفَنِّ، لأَنَّهُ جَامِعٌ لأَكْثَرِ أَحْكَامِهِ، حَاوٍ لِقَوَاعِدِهِ وَضَوَابِطِهِ وَأَقْسَامِهِ، قَدْ اجْتَهَدَ مُؤَلِّفُهُ فِي تَحْرِيرِ نُقُولِهِ، وَتَهْذِيبِ أُصُولِهِ. انتهى.

وأما طريقة العلماء المعاصرين ممن ذكرت: فتتضح من خلال ما يوصون به من كتب هذا الفن، وما يشرحون منها، فقد أوصى الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ كما في مجموع فتاويه بكتاب روضة الناظر للموفق ابن قدامة، وكان يدرس الورقات في أصول الفقه للجويني، مع أن مؤلفها ـ رحمه الله ـ شافعي، وكذلك الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كان يوصي بكتاب مختصر التحرير لابن النجار، وقد شرح رسالته في أصول الفقه: الأصول من علم الأصول ـ ومنظومة العمريطي للورقات، وجزء من مختصر التحرير، وقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ في حلية طالب العلم أن من الكتب التي تدرس في المملكة: الورقات للجويني ـ رحمه الله تعالى ـ ثم روضة الناظر لابن قدامة رحمه الله تعالى. انتهى.

فالذي نقترحه عليك في دراسة الأصول أن تدرسها على النحو التالي: على أن تكون الدراسة على شيخ متقن ما أمكن ذلك:
المرحلة الأولى: كتاب الأصول من علم الأصول، للشيخ ابن عثيمين، والورقات.
المرحلة الثانية: كتاب مختصر الروضة مع شرحها للطوفي.
المرحلة الثالثة: كتاب شرح مختصر التحرير، وهو المشهور بشرح الكوكب المنير لابن النجار، والروضة لابن قدامة
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 78779.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني