الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعظم إثم العادة السرية المفضية لتأخير الصلاة عن وقتها

السؤال

أنا أمارس العادة السرية دائمًا، وأعرف عقوبتها، وأضرارها، وأسمع محاضرات وكلمات توعوية، وعمري 15سنة، وكلما أدخل الحمام لأقضي حاجتي تأتيني وسوسة: افعل .. لا .. سأفعلها ... لا، لا يجوز ... وأفعلها قبل صلاة الفجر، وإذا أردت أن أصلي الفجر أقول: كيف أصليها وأنا على جنابة!؟ فأؤخر الصلاة حتى أغتسل، ومن ثم أصليها، فما الحكم؟ وما العلاج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء، أو ما يعرف بالعادة السرية، محرم، لا يجوز لمسلم أن يقدم على فعله، ويزداد التحريم، ويعظم الإثم، وتغلظ العقوبة إذا كان ذلك يفضي إلى تأخير الصلاة عن وقتها - عياذًا بالله - وانظر الفتوى رقم: 130853.

فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وأن تقلع عن هذه العادة فورًا، فلا تمارسها أبدًا، مهما وسوس الشيطان لك بفعلها، وعليك أن تجاهد نفسك، فإن من جاهد نفسه في الله أعانه الله عز وجل، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

وابتعد عن الأسباب الموقعة في تلك العادة المذمومة، من الفكر في الشهوات، أو مشاهدة الصور المحرمة، أو غير ذلك، واصحب أهل الخير والصلاح، الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، وأكثر الفكر في الجنة والنار والموقف بين يدي الله سبحانه، واستحضر مراقبة الله لك، واطلاعه عليك، وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، واستعن بالله تعالى، واجتهد في الدعاء، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء - هدانا الله وإياك لأرشد أمورنا -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني