الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

مني المرأة أصفر، رقيق، لزج، فما معنى الرقيق اللزج؟ وهل المقصود بالرقيق أن يكون سائلًا كالماء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالرقيق ضد الثخين، وضابطه أنه لا يبقى له جرم بعد جفافه؛ ولذا قال في المغني: قَالَ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: إنَّمَا يُفْرَكُ مَنِيُّ الرَّجُلِ، أَمَّا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ فَلَا يُفْرَكُ؛ لِأَنَّ الَّذِي لِلرَّجُلِ ثَخِينٌ، وَاَلَّذِي لِلْمَرْأَةِ رَقِيقٌ، وَالْمَعْنَى فِي هَذَا أَنَّ الْفَرْكَ يُرَادُ لِلتَّخْفِيفِ، وَالرَّقِيقُ لَا يَبْقَى لَهُ جِسْمٌ بَعْدَ جَفَافِهِ يَزُولُ بِالْفَرْكِ، فَلَا يُفِيدُ فِيهِ شَيْئًا. انتهى.

وخاصية مني المرأة التي بها يعرف: تلذذها بخروجه، وفتور شهوتها عقبه، وأن رائحته تشبه رائحة مني الرجل، كما في شرح مسلم للنووي.

وليست رقة مني المرأة بخاصية له، فإن المذي رقيق؛ ولذا قال الرافعي: للمني خواص ثلاث:

أحداها: الرائحة الشبيهة برائحة العجين والطلع ما دام رطبًا، فإذا جف اشتبهت رائحته برائحة بياض البيض.

والثانية: التدفق بدفعات، قال الله تعالى: "من ماء دافق".

والثالثة: التلذذ بخروجه، واستعقابه فتور الذكر، وانكسار الشهوة.

وله صفات أخر، نحو: الثخانة، والبياض في مني الرجل، والرقة والاصفرار في مني المرأة، في حال اعتدال الطبع، لكن هذه الصفات ليست من خواصه، بل الودي أيضًا أبيض، ثخين، كمنيّ الرجل، والمذي رقيق كمنيِّ المرأة.

وإذا عرفت ذلك، فنقول: ما ليس من خواصه لا ينفي عدمه كونه منيًا، ولا يقتضي وجوده كونه منيًا. انتهى.

وإنما ذكرنا هذا ليعلم أن وصف الرقة المسؤول عنه ليس هو الخاصة المميزة للمني، والتي بها يعرف، وإنما الأمر على ما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني