الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج تحت تأثير السحر

السؤال

اشتكت أختي المتزوجة من مس الجن لها، ومضايقتها، وذهبت إلى شيخ وإمام مسجد، ومعالج للسحر، فقال لها: إن امرأة ذهبت إلى دجالة لسحرها؛ لتزوجها من ابنها، وفي وجهها بالقرب من شفاهها علامة على حرف M ولم يذكر سوى جملة إنه قدر الله، فقامت أختي بصلاة استكشاف، ودعت الله أن يظهر لها الشخص الذي قام بسحرها، فرأت زوجها يقف أمامها في وقت ظلام في محل فارغ، ومظلم، ويبتسم لها، وبجواره فتاة مستندة على الحائط، كما أنها نائمة، فقامت أختي بالسلام عليها، وإيقاظها على أنها صديقة لها من أيام الدراسة، ولكنها لا تعرف هذه الفتاة في الحقيقة، ولكنها ظنت ذلك في الحلم، وقالت هذه الفتاه لها في الحلم: أنتِ التي كنت تبكين بجواري في الفصل، وضحكت أختي، وقالت لها: هذا كان ماض، ولكني الآن متزوجة، وأنهيت دراستي، واستيقظت أختي من النوم مترددة في تفسير هذا الحلم، فهل زوجها هو من قام بسحرها؛ لكي يتزوجها؟ مع العلم أنها زوجة ثانية، وأنه قد أنجب من زوجته الأولى أربع بنات فقط، وأختي أنجبت منه ابنين، وذلك ما كان يتمناه، وكل الشك في أنه من قام بسحرها؛ لكي يتزوجها، مع العلم أن اسمه يبدأ بحرف M، فما حكم زواجه منها عن طريق السحر؟ وهل يبطل شرعية الزواج؟ مع العلم أن والديها أحسوا أنهم قاموا بذنب كبير، ومصيبة بعد ليلة زفافها، وهي أيضًا، والشك أيضًا في أن والدته هي من قامت بهذا السحر؛ لأن لها قرابة بها، وعندما تحكي لزوجها أحيانًا العلامة التي في وجهها، يقول: إنه قام بسحرها ليتزوجها، ولكنه يدعي المزاح، فما رأي الشرع فيما حدث؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز اتهام أحد بعمل السحر دون بينة، ولا يجوز إتيان العرّافين والكهان، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يومًا.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال المنذري: إسناده جيد.

وليس في الشرع ما يسمى بصلاة الاستكشاف، أو غيرها من الصلوات تكون وسيلة للاطلاع على الغيب، بل هذه الأمور من خرافات السحرة، وأعمال المشعوذين.

فالواجب على أختك أن تتوب إلى الله عز وجل، ولا تلتفت لهذه الخرافات، ولا تعول على تلك الأحلام.

ولا ينبغي التسرع والمبالغة في نسبة ما يعرض للإنسان من المشكلات إلى تأثير السحر، أو المسّ، وإنما ينبغي النظر في الأسباب الظاهرة للمشكلات، والسعي في علاجها بالوسائل المشروعة.

وإذا كان هناك دلائل على وجود سحر، فإن علاجه ميسور - بإذن الله تعالى - وأهم أسباب العلاج التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، مع حسن الظن بالله، وراجع الفتويين: 2244، 10981.

وأما عن حكم زواجها إن كان بسبب سحر، فلا أثر للسحر على حكم الزواج، ولكن الزواج له أركان، وشروط، إذا استوفيت كان الزواج صحيحًا، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 25637.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني