الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من شكت في خروج مذي أو رطوبات يلزمها التفتيش للتأكد

السؤال

أثناء الصلاة - وأحيانًا خلال اليوم - أشعر أنه يخرج مني شيء من مخرج البول، وعندما أفتش لا أجد أثرًا للودي، ولا أعلم ما الذي يخرج، ولا أريد أن أقع في الوسوسة، فكلما شعرت بذلك قلت: قد يكون السبب أني أطيل الاستنجاء، فأفتش وأمسح المنطقة بالمنديل، ولا أجد شيئًا، فهل صلاتي صحيحة؟ وأريد أن أعرف الفرق بين الودي والرطوبة، وهل يجب عليّ أن أفتش؟ وهل ما خرج مني طاهر أم نجس؟ وماذا أفعل في هذه الحالة - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا شككت في خروج شيء منك لم يلزمك التفتيش، ولا البحث، ولم يشرع لك ذلك؛ لأن هذا يفتح عليك باب الوسوسة، بل اعملي بالأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء، وانظري الفتوى رقم: 232852، فإذا تيقنت خروج شيء منك، فقد انتقض وضوؤك حينئذ، وبدون هذا اليقين فالأصل بقاء الطهارة.

وإذا خرج منك شيء فشككت هل هو ودي، أو هو من رطوبات الفرج، فتخيري بينهما، واجعلي له حكم ما شئت منهما، وانظري الفتوى رقم: 64005.

وننبهك إلى أن كلا من الودي ورطوبات الفرج ناقض للوضوء، ولكن رطوبات الفرج إذا خرجت من مخرج الولد فهي طاهرة على الراجح عندنا، وأما الودي فهو نجس، فإذا شككت في الخارج هل هو ودي، أو رطوبة فرج، فإنك تتوضئين بكل حال، ثم إن شئت غسلت ما أصابه، بناء على جعله وديًا، وهو الأحوط، وإن شئت جعلته من رطوبات الفرج، فلم يجب عليك الاستنجاء منه، وقد أوضحنا صفات الودي بما يتميز به عن غيره في فتاوى كثيرة، وانظري الفتوى رقم: 123793، وأحكام رطوبات الفرج قد بيناها في الفتوى رقم: 110928.

والحاصل أن صلاتك صحيحة، ما لم تتيقني خروج ما يبطل الطهارة، وأغلقي عن نفسك باب الوسوسة، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني