الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الذهاب إلى المسجد والرجوع منه يعتبر صلاة

السؤال

يعتبر الذهاب والعودة من المسجد صلاة، ففي بعض الأحيان يستوقفني بعض الإخوة في طريق عودتي من المسجد وأقف معهم فترة طويلة، فهل آنذاك مازلت في صلاة مادمت لم أدخل المنزل بعد؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكثرة الخطا إلى المسجد عبادة عظيمة الثواب، حيث يكتب للمصلي ثواب مشيه إلى المسجد ورجوعه إلى مكانه, ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد.... إلى آخر الحديث.

وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي بن كعب، قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله.

قال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في شرح صحيح مسلم: فيه إثبات الثواب في الخطا في الرجوع من الصلاة، كما يثبت في الذهاب. انتهى.

وبناء على ما سبق، فما ذكره السائل من كون الذهاب إلى المسجد والرجوع منه يعتبر صلاة لم نقف على من قال به من أهل العلم, بل هوعبادة عظيمة الثواب كثيرة الأجور، كما تقدم وثوابه مكتوب له والحديث لم يفرق بين من توقف أثناء سيره ومن لم يتوقف، وننبه السائل على أن من كان في المسجد منتظرا للصلاة فله ثواب المصلي، كما جاء في الحديث الصحيح, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 174445.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني