الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هجر الأخت التي تسافر بغير محرم وعملها مختلط

السؤال

لدي أخت تكبرني بأربع سنوات، وهي في الأربعين من العمر، وغير متزوجة، وتعمل في شركة، حصلت على دورة تدريبية في مدينة أخرى تبعد عنا 1000 كم، وبعد أن أكملت الدورة أصبحت تسافر كل أسبوع لتلك المدينة بدون محرم، وتمكث فيها 3 أيام. ومنذ أن بدأت الدورة وأنا أعترض على أن تسافر إلى تلك المدينة، وأطلب منها أن تترك ذلك العمل؛ لما فيه من اختلاط واضح. إلا أن إخوتي يرون أنه لا بأس في ذلك، وأصبحت دائما أتشاجر معهم بسببها. ولأني أصغرهم سناً لم أستطع فعل شيء، سوى أني قاطعت أختي هذه، ولا أكلمها منذ مدة وحتى الآن. مع العلم أن والدي متوفى من قبل ذهابها إلى الدورة.
وأختي هذه تهتم بالأعمال الدنيوية كثيرا، وتقوم بالاحتفال بأعياد الميلاد، وتتابع المسلسلات، وتستمع إلى الأغاني مع أنها محافظة على صلاتها، وتلبس الحجاب، وكنت عندما أنصحها تقول إنه لا شيء في ذلك.
وسؤالي: هل ما يفعله إخوتي يعتبر من الدياثة وهل أنا مثلهم. وبماذا تنصحوني بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجماهير أهل العلم على أن سفر المرأة بغير محرم، لا يجوز إلا عند الضرورة، وسفر المرأة للدورات التدريبية ونحوها، ليس من الضرورات؛ وراجع الفتوى رقم: 220504
كما أن عمل المرأة في موضع تخالط فيه الرجال، باب شر وفساد؛ وانظر ضوابط عمل المرأة في الفتويين: 522 ، 3859
فالواجب عليك نصح أختك، وأمرها بالمعروف، ونهيها عن المنكر برفق وحكمة، وأطلعها على كلام أهل العلم في حكم مشاهدة المسلسلات، وسماع المعازف، والاحتفال بأعياد الميلاد؛ وراجع الفتوى رقم: 1791، والفتوى رقم: 24134
وإذا أصرت أختك على مخالفة الشرع، فلك أن تهجرها زجراً لها، لكن ينبغي مراعاة المصلحة في هذا الأمر، فحيث كان الأنفع لها الهجر فهو أولى، وحيث كانت الصلة أنفع فهي أولى؛ وانظر الفتوى رقم: 14139
والواجب على إخوتك أن يأمروا أختهم بالمعروف، وينهوها عن المنكر، وإذا قصروا في ذلك فهم آثمون، لكن لا يوصفون بالدياثة، فليس كل تقصير في الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر يُحكَم على صاحبه بالدياثة، وإنما الديوث هو الذي يرضى بوقوع أهله ومحارمه في الفاحشة –والعياذ بالله-؛ وانظر الفتوى رقم: 49407
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني