الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قضاء مافات من الأذكار وكيفيته

السؤال

في فتوى سابقة تفضلتم بإجابتي عن أن إعادة أذكار الصباح والمساء جائزة، فهل يجب أن تكون الأذكار التي أعدتها في الصباح مساوية لتلك التي أعدتها على سبيل المثال؟ وهل إذا قلت سبحان الله وبحمده 100 مرة، 3 مرات صباحا، تجب إعادتها 3 مرات مساء؟ أم من الممكن قول سبحان الله وبحمده 100 مرة صباحا وإعادتها 3 مرات ليلا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجب عليك أن تعيد نفس العدد بالكيفية التي قمت بها صباحا، بل يمكن أن تقتصر على مائة واحدة، ويمكن أن تزيد عليها إن شئت، ولا يجب عليك شيء من ذلك، لأن الوجوب لا يثبت إلا بدليل من الشارع يفيد اللزوم، وأما الأذكار الصباحية والمسائية: فهي مسنونة وليست واجبة، وليحرص على المحافظة عليها وتدارك ما فاته منها على الكيفية التي كان سيؤديها به، وله الأجر والثواب ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد قال النووي في الأذكار: ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عَقِيب صلاة أو حالة من الأحوال ـ ففاتته: أن يتداركها, ويأتي بها إذا تمكن منها, ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها، وقد ثبت في صحيح مسلم, عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتب له كأنما قرأه من الليل..

قال الشوكاني: وقد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يقضون ما فاتهم من أذكارهم التي يفعلونها في أوقات مخصوصة... انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني